الرئيسية / بالعربي الفصيح / عالم اليوم بحاجة إلى فنانين…

عالم اليوم بحاجة إلى فنانين…

الأخت-ناي-خوريبقلم الأخت ناي خوري

لا أحد اليوم يمكنه أن يُنكِر المستوى المتقدّم في العالم الفنيّ وذلك بتعب الزملاء المبدعين الفنيّين بمساندة الإعلام والصحافة المتطوّرة وخاصةً مع تطوّر شبكات التواصل الإجتماعي، حاجبين النظر عن الدخلاء في الوسط الفنيّ والإعلاميّ…

في الأسابيع السابقة القريبة إلتهى الشعب كلّه والمبدعين في الردّ على أقوال فنانات وأخبار سخيفة، ردود فعل مزيّنة بالسخريّة والإهانة، لا تمتّ بصلة للمستوى الأخلاقي الإبداعيّ…

ولبنان المعروف بالكرامة والشهامة، ورمزه الأرزة الشامخة التي لا تنحني، إنحنى شعبه وبادر بالردّ على السخافات. هذا هو المستوى الأخلاقيّ لشعبه عمومًا؟ ولمبدعينه خصوصًا؟… على ماذا تردّون؟ او بالأحرى على من؟… أخَلَقت أحلام في داخلكم نوبة وطنيّة؟ وأين الوطنية أمام مشاكل السياسة واللاعدل والإقتصاد…؟؟ أين الوطنيّة أمام مشكلة البيئة، والنفايات تملئ شوارعنا؟؟… أغضبتم عليها لأنها تكلّمت بالسوء، وأنتم تشتمونه يوميًّا ؟؟؟ لقد تشوّه البلد، ولم تشعر وطنيتكم بذلك… أيّها المبدعون، تشوهّت صورة لبنان الرحابنة ووديع الصافي وفيروز، وجبران ويوسف الخال وأنسي الحاج، لبنان المبدعين تشوّه سياسيًّا إقتصاديًّا إجتماعيًّا بيئيًا… وأنتم تلتهون بالردّ على أحلام…

 أيّها المبدعون، إن عالمنا لأحوج اليوم الى مبدعين، “الواقع هو أنّ المجتمع في حاجة الى فنانين كما هو بحاجة الى علماء وعمال، وأشخاص من كل المهن( الى اهل الفن،٩). إنّ وطنيّة المبدعين لا تظهر بالرد على الكلام الفارغ، بل مسؤوليتها ان تنمّي فكر الشعوب وتعزّز الإنتماء وتحصين المجتمع من كل فكر تكفيريّ هدّام، وإعادة إحياء القِيَم والعادات وخلق الإبداع… لأن المبدع يتميّز بطريقة تفكيره وبإبداعه وبمواهبه ووزناته التي مَنَّها الله عليه، وبكلّ عطائاته التي تتجسّد بالأعمال الفنيّة والتلفيزيونيّة والدراميّة…

الوطنيّة هي الحركة الفنيّة والإبداعيّة التي تقومون بها تجاه الإنسانيّة، “والإنسانيّة اليوم تنتظر عبر الإحتكاك بالأعمال الفنيّة أن تتنوّر حول مسارها وحول مصيرها”(البابا يوحنا بولس ٢)… إن عالم اليوم بحاجة الى مبدعين يواجهون بأدوارهم وكلامهم الإرهاب المتفشّي بين الشعوب، وكلام المبدع يؤثّر في ذهنيّة الناس وقلوبهم، كلامكم يجذب الناس الى المسار الذي تريدونه لشدّة محبتهم لكم ولإبداعكم… لذلك انتبهوا لردّكم ولكلامكم، لأن اللسان هو الذي يميّز بين الحكماء والجهلاء، ويقول الإمام عليّ :” الإنسان مخبوء تحت لسانه”، فبحسن كلامكم تحسنون صورة المبدع الأول الذي وهبكم مواهبكم… فالعالم اليوم بحاجة لكم من أجل مجابهة كل التحديات. أيّها المبدعون كونوا قادة سفينة المجتمع وسيروا بها وبشعبها من اجل نهوض الإنسانيّة، وبلوغ الإنسان كماله وسعادته…


عن cmslgn

شاهد أيضاً

0C80616A-A8D1-4506-A39D-883214384786

النجاح ما بِمِل من الكاتبة كلوديا مرشليان!

ايلي مرعب – اوائل نيوز  مسلسل ورا مسلسل ونجاح ورا نجاح، الكاتبة كلوديا مرشليان ما …