الرئيسية / مجرد سؤال / مسلسل “الحرام: – أوّل دخولو – شمعة طولو!!

مسلسل “الحرام: – أوّل دخولو – شمعة طولو!!

مسلسل-الحرام مسلسل الحرام – أداء “طفل الأنبوب”

 

يتغنّى البعض بتقدّم الدراما اللبنانية وتحسّنها وذلك بفضل بعض الأعمال الخجولة الّتي ما لبس أن أبصرت النور و أعطت جرعة أمل للمشاهد اللبنانيّ بأعمال تحاكي فكره ولا تستهزىء بعقله حتّى تلاشت فجأة واحتُجِبت بعد أن حمل مسلسل “متل القمر” الراية السوداء وسارع إليه في رحلة الهروب إلى الأمام مسلسل “الحرام”

يظنّ البعض أنّه من المبكرِ الحكم على المسلسل من الحلقة الأولى، إنّما في الحقيقة السرّ يكمن دائماً في البدايات، فالبرامج التلفزيونية دائماً ما تخضعُ لأحكام الحلقة التجريبيّة أو ما يُعرفُ بال  Pilote

وكذلك الأعمال الدرامية، فهناك ال “Synopsis”  والحلقات الأولى في بعض الأحيان الّذتي تٌقدّم قبل رفض أو قبول الأعمال، فالمكتوب غلباً ما يُقرأ من عنوانه.

كان المشاهد اللبنانيّ على موعد مع أولى حلقات المسلسل اللبنانيّ “الحرام” والّتي حسب أراء المشاهدين جاءت مخيّبة للأمال لا بل كارثيّة.

منذ انطلاق المشهد الأوّل ظهر جليّاً المستوى الهابط للعمل الفنيّ وذلك من خلال مجموعة من الشباب يعملون في إحدى الورش ويكتشفون فجأةً جثّة طفلة غريبة بينما يقومون بأعمال البناء.
 الأداء التمثيليّ أقلّ ما يُقال عنه أنّه كارثيّ – فالمشهدية وتوالي الأحداث تضعُ المُشاهد أمام لوحة فسيفساء رخّة يقوم المخرج بإلصاق عليها صور وأحداث بعضها ببعض دون تبرير أو منطق ولا حتّى حبكة درامية واضحة كمن يقصقص صوراً ويقوم بلصقها عبثاً.

صُعقَ المتابعون بمشهد حادث إصطدام سيارة هو أشبه بالأفلام الكرتونية الّتي لا تُقنعُ الأطفال الرُضّع حتّى وهنا ودوّت عاصفة من الإنتقادات لما قُدّم على أنه يستخفّ بعقول من هم في المنازل وقد سمحوا لهذه المصيبة بدخول بيوتهم.

يغلبُ الأداء النيّء على الجنس اللطيف في المسلسل وعدم القدرة على مقاربة الشخصيّة سوى من الخارج أي من القشور وكان واضح للجميع استعمال “الكليشيات” الّتي انقرضت منذ دهر: كالشعر الّذي يطغى على قوافي النّص والسيناريو، ناهيكعن المشاهد المعلّبة واستعمال نظرات الشرّ غير المقنعة للشخصية النسائية المتسلّطة – المستهلكة والّتي تظهر في جميع المسلسلات الّتي وصلت إلى الشاشات اللبنانية.

وقع المسلسل في فخّ عدم مقدرته حتّى على خلق مشهد عرسٍ بسيط وإضافة إليه مؤثّرات: “بهارات” الزفّة والرقص وفساتين السهرة الغريبة.

صُدم من تابع الحلقة الأولى، بتبختر الممثلة جويل داغر وهي تضع “تاج العرس” في منزلها بين غرفة النوم الّتي يستلقي الدبّ Winnie the Pooh  على سريرها  بالإضافة إلى غرفة الجلوس والصالون - تردّ على الهاتف حيناً وتتبكبك كعادتها حيناً آخر كما تفعل في كلّ أدوارها الّتي تصبّ دائماً في “الميلودراما” مهما كان الدور بعيداً عن الحزن.

أمّا الكارثة الكبرى، فكانت استيقاظ العروس “جويل داغر” في أول أيام شهر العسل أي بعد السهرة وشعرها مصفّف على طريقة ال curly hair  وهنا تظهر جليّةً مقدرة المخرج وفريق عمله على إضافة لمسات سحرية على سياق القصّة، فمن الممكن والمبرّر أن يكون مصفّف الشعر قد دخل أحلام جويل داغر دون استئذان وقام بتصفيف شعرها وهي نائمة ولم يغفل أيضاُ عن بعد لمسات الماكياج لها ولزوجها الممثل “وسام حنّا” وذلك لإضافة المزيد من الواقعية والإقناع لمسلسل يخلو من الفنّ ويكثر فيه أداء “طفل الأنبوب”.

يطغى على المشاهد المصوّرة “كادرات” هي أقرب لبرامج التلفزيون الصباحيّة والّتي مهما تغيّر سياق القصّة والأحداث لجأ المخرج مستسلماً إلى هذه “الكادرات” – ويضع ممثليه فيها وذلك هرباً من عملية الخلق والإبداع واللجوء إلى الإستسهال.

كان جليّاً للنظر والسمع أنّ جميع الممثلين لم يقوموا بعملية تركيب الشخصيات ولا حتّى بالعمل عليها والبحث عن خصائصها وتفاصيلها، فجاء الأداء سطحيّ “من “برّا لبرّا” – لم نتفاعل مع أحد ولم نتأثّر بأيّ جملة ولا بأي مشهدٍ.

في المقلب الآخر، هبّت كالريح أسماء صارت معروفة أنها تُفرض فرضٍ على العمل وأخرى تأتي فجأة لتهبط في وسطه متكئة على عمليات التجميل من جهة وعروضٍ لأزياء تلهي المشاهد عن موهبة غير موجودة لا بل منقطعة النظير والسبل.

خيّب المسلسل أمل الناس وجمهور الفنّ الراقي الّذي ظنّ لفترة معيّنة أنه يمكننا أن نصنع دراما حقيّقة وذلك بالإستعانة بمواهب ثُقلت بالعلم – لا مزيّفة – بشباب صدّر نجاحه لخارجٍ يقدّره ويحترم فكره – رؤيته وفنّه.

فيا أيّها الكتّاب وصنّاع المسرح والدراما الّذين رحلوا وتركوا لنا إرثٍ… لم نحافظ عيه لا بل شوّهناه… وطننا بريء من هذا الفنّ الّذي هو أشبه بفقّاعة الصابون الّتي ما تلبث أن ترتفع في الهواء حتّى تنفجر وتتلاشى على الأرض القاحلة.

وهنا نُعيد لا بدّ أن نُعيد ونُذكّر أن هذه التعليقات هي من باب التذكير وليس التدبير, وهي لا تذمّ بالأعمال الّتي تُقدّم إنما تضع في مرآتها عين ناقدة لا منتقدة.

ولكن يبقى السؤال، هل يستيقظ الفنّانون من سباتهم العميق ويثورون على ما يحصل حالياً وذلك من خلال أعمالٍ كالتي تُقدّم على المسارح اللبنانية؟ 

مجرّد سؤال

 

عن cmslgn

شاهد أيضاً

1BF11F2B-9809-4DBF-8226-B4C45B22070A

مجرد رأي- قناة ال lbci تتلاعب بنا كمشاهدين… فإلى متى؟

عادل سميا – اوائل نيوز  على ما يبدو ان قناة المؤسسة اللبنانية للارسال lbci المعروفة …