Awael News Magazine رئيس التحرير: عادل سميا
مقالات مشابهة
عادل سميا – اوائل نيوز
في يوم حزين للكنيسة الكاثوليكية والعالم أجمع، رحل البابا فرنسيس، الرجل الذي شكّل ظاهرة إنسانية وروحية استثنائية منذ لحظة اعتلائه الكرسي الرسولي. بوفاته، يُطوى فصل من فصول التاريخ الكنسي الحديث، حيث كان بابا التواضع والبساطة، وصوت الضعفاء في وجه تعقيدات هذا العالم.
ولد خورخي ماريو برغوليو في بوينس آيرس، الأرجنتين، وعاش حياة بسيطة قبل أن يدخل الحياة الكهنوتية. ومع اختياره كأول بابا من أميركا اللاتينية وأول يسوعي يتولى الحبرية، أدخل روحًا جديدة إلى الفاتيكان عنوانها المحبة، الحوار، والتجدد.
ما مميز البابا فرنسيس حقًا، لم يكن فقط مواقفه الجريئة أو إصلاحاته داخل الكنيسة، بل تواضعه الكبير الذي رافقه في كل خطواته. من رفضه الإقامة في القصر الرسولي إلى اختياره لبس الحذاء الأسود البسيط بدلًا من التقليدي الأحمر، ومن زياراته للمهاجرين والفقراء إلى غسله أقدام السجناء، قدّم صورة بابا قريب من الناس، يشعر بهم ويشعرون به.
في حياته، دافع عن العدالة الاجتماعية، ورفض الظلم، ونادى بالرحمة بدلاً من الإدانة. كان صوتًا للسلام في زمن الحروب، وراعيًا للبيئة في ظل تغيّر المناخ، وملهمًا لشباب العالم للتمسك بالإيمان والانفتاح في آنٍ واحد.
يرحل البابا فرنسيس بعد سنوات من الكهنوت النقي والمواقف الإنسانية، تاركًا خلفه إرثًا روحيًا عميقًا سيبقى محفورًا في وجدان الملايين. سيُذكر كحبر أعظم حمل صليب العالم كما حمل صليبه الشخصي، بوجه باسم وقلبٍ نابض بالحب.
رحل البابا فرنسيس، لكنه لن يغيب. سيظل نبراسًا للطهارة والرحمة في قلوب المؤمنين وكل من آمن بأن التواضع أقوى من السلطة، وأن الخدمة أعظم من الحكم.
