Awael News Magazine رئيس التحرير: عادل سميا
مقالات مشابهة
بقلم الأخت ناي خوري
العوافي…
كذبة كبيرة اخترعوها والأكتريّة صدقوها… ” الفنان مِلك الناس”، عقيدة فرضوها على المبدعين ولزموهن فيها، وصَفّت حياتن العلنيّة والخاصة موضوع تناقش وإنتقاد مين ما كان ببلّ إيدو فيه… لأ وألف لأ لكل يلّي بآمنوا بهالعقيدة إبتداءً من الصحافة والإعلام إنتهاءً بثرثرات الناس…
بدرجة أولى، المبدع ليس ملك حدا، هو مِلك ذاتو… اذا كلّ واحد منا بيعتبر حالو من مكانو عم ينمى ويثمر بالأرض(تك ١: ٢٨) ليكون إستمراريّة لخلق الله، فالمبدع هويّ إستمراريّة لله ذاتو بإبداعه ومواهبه… بمعنى آخر، المبدع مِلك الله وحده…
بدرجة تانيّة، الصحافة والإعلام والثرثرات لها عالمبدع بأعماله ونشطاته… كل واجب الصحافة إنها تنقل أخبار المبدع للجمهور، ومقابلاته وأحاديثه، وبرامجه، وتصريحاته… من أسوأ الأدوار اللي بتلعبها الصحافة والإعلام لما بتدخل على حياة المبدع الشخصيّة، وهيدا طلّق، وهيدا تجوّز، وهيدا أكل وهيدا شرب… وبصير تحليل للمشاكل وأسبابها وتلعب دور الطبيب النفسيّ والمساعد الإجتماعي… والأسوء لما تستفيد من الخبريّة وتستعملها سكوب لصفحتها أو تقريرها… وبصير في سباق صحفي وإعلامي على مين بينشر الخبر قبل التاني… المبدع عم يعطي كلّ حياتو، كلّ عمرو للمجتمع وللناس وللإعلام، لكن بحقّلو يترك مساحة خاصة حميميّة لذاتو… من حقّو يكون عندو خصوصيّة ومن واجباتك تحترمها وما تتخطّيها…
المبدع منّو مِلك الناس، وخصوصيته مقدّسة، ما فيك تجعل من مساحته الخاصة الحميميّة مساحة عمياء، اللي هي مساحة الجَهل، الكلّ إلو فيها… المبدع حياتو ليست ملك عام بتنوضَع بمختبر الصحافة وأحاديث الصالونات وبشَّرحوها وبحلّلوها… إنتبهوا، كلّ مرّة بتخرقوا خصوصيّة المبدع بالقوّة بتكونوا عم تجرحوا، والجرح بيألّم صاحبو فقط، بحين إنتو عم تتسلّوا بالحكي… فرق كتير كبير بين كشف الذات وبين فضح الأخبار… كشف الذات هوي قرار ذاتيّ وحرّ، اذا راد المبدع إنو يكشف ذاتو وخصوصيته لجمهوره، بيكون قراره الشخصيّ، لكن فضح الأخبار هوي وقاحة تخطّي حدود المساحة الشخصيّة…
اذا الله بذاتو بيحترم خصوصيّة كلّ واحد منا، وعاطيه الحريّة حتى بعلاقتو معو، وبقلّك: “أنا واقف عالباب أقرع، اذا فتحتلي، بدخل وبتعشّى معك (رؤية ٣: ٢٠)”… مين إنت لتتطفّل على حياة المبدع وتدخل عليها وتفرض نفسك ورأيك وسلطتك، تحت خبريّة إنو المبدع مِلك الناس؟؟…
صحافة وإعلام وجمهور، صحّحوا معلوماتكن، حياة المبدعين مِلك لهم وحدن، وحياتن الفنيّة والعمليّة مِلك لتقاريركن وإنتقادكن وكلام الجمهور… ما بقى يحمل البلد حكي وتفاهات، وقيل وقال، بعد في هالشويّة فنّ وإبداع، ساهموا بدعم المبدع ليوصّل الصورة الحلوة عن لبنان… ما بقى في شي تحكو عن البلد وتظهروا للعالم، سهوله وجباله أكلتن الكسّارات، طرقاته وساحاته حتلّتن النفايات، قصر بعبدا فاضي، والبرلمان نسيوا بابه، والحكومة مافيات، وشعبه يا مهاجر يا جوعان… ما بقى في شي تحكو عنو، غير الأصوات الحلوة والطرب، والممثلين ومواهبن، والمخرجين وإبداعن، ساهموا بنشر رسالتن، دعموا تعبن، وما تتلهّوا بخصوصياتن…
حرّروا حريّة المبدعين، حرّروا خصوصياتن من تقاريركن، حرّروهن من تطفّلكن وسيطرتكن… صدّقوني، بالعربي الصريح، بعد القديسين والمبدعين، ما في لبنان…
