الرئيسية / بالعربي الفصيح / فقر دمّ إبداعيّ…

فقر دمّ إبداعيّ…

image

بقلم الاخت ناي خوري
العوافي…
ما بتسمع غير النقّ والإنتقادات حول الإنحطاط الفنّي والإعلامي اللي وصلناله اليوم، وغاضّين النظر عن تعب المبدعين اللي عمّ يكبّوا كلّ جهدن ليرفعوا من المستوى الفنّي والإعلامي… كلّو بينتقد كلّو، الصحافة بنتقد الدراما، الفنانين بينتقدوا الإعلام، الإعلام لا مين يراقب ولا مين يحاسب… يعني ع نتفه بحسّسوك إنو سبب الإنحطاط هوي المشاهد…… إيه لأ، خلينا نحكي بالعربي الصريح الحقّ ع مين؟؟؟…. المشاهد اللي عم يحضرك ويسمعك هوي المجتمع اللي عم ينمى… واللي عم يتلقّي المشاهد هوي عمل مترابط بين الكاتب والمخرج والفنان والممثل والمنتج، والإعلام اللي كلّن بتوقع علين المسؤوليّة…
رح نحكي تباعًا دور كل شخص ومسؤوليته بدءًا من الكاتب… أوّل خطوات نجاح عمل فنّي هو كاتب النص والسيناريو، اذا أوّل خطوة ناقصة كيف بدو يكمّل العمل؟ بالتقدّم اللي وصلتلو الدراما اليوم  مش مسموح يكون في عمل عم ينزّل من المستوى الإبداعيّ، عم تتقدّم نصوص، قصص سطحيّة، أخطاء لغويّة وحوارات ما بتعرف الحرفيّة والصياغة، لا رسالة ولا هدف…
ما بيكفي تكتب قصة من الواقع، ما نحن عايشين الواقع، بس إنت ككاتب شو عم تقدّم بكلماتك لحلّ الواقع؟ شو الرسالة اللي بدّك توصّلها للمشاهد ليخدا عبرة وزوادة من المشكلة اللي طرحها، واليوم الموضى اللي دارجة  بتجيب قصة أجنبيّة وبزبطّولها شويّة سيناريو وقدّمنا العمل  بيتبّناه منتج، وبدنا نوّه ع شغلة، انا ما بلوم المنتج لما العمل يكون ضعيف، لأن المنتج منّو مبدع، منّو فنان وموهوب، المنتج فقط رأسمالي عم يشغّل مصرياتو  وبدو يردّن أضعاف  وهيدا حقّو، آخر همّ عندو إذا بيعلا المستوى الإبداعي أو بينزل  بيهمّو العمل يضرب السوق ويأخد رايتنغ ويرد مصرياتو بربح، وأنا ما بلومو… بس بلوم المخرج اللي بيتبنّى عمل اولى خطواته ضعيفة، وبكفّي عرج فيه، غياب تقني متخصّص، تطويل المشاهد والحلقات دون مبرّر، أخطاء إخراجيّة ومونتاج، وأخطاء وأخطاء، وتكبيل الممثل بمحدوديّة الصوت والإضاءة، بلوم الممثل اللي بيقبل بحيلا دور  بس تيضلّ ع الساحة الفنيّة، يضلّ مذكرنا بوجوده، زميلي  صدقني إسمك بدك تحفرو بقلوب الناس بينحرف بإبداعك مش بكترة ظهوراتك، بلوم الإعلام والصحافة اللي بساهموا بزيادة رفع نسبة المشاهدة بالرايتنغ ع كترة ما بيطرّقوا للكلام عن العمل، بحين لازم تتجاهلوا العمل الضعيف، وضوّوا عالعمل الإبداعي المميّز حامل الرسالة والإبداع سوا
كانوا يضلّوا أكتر من سنة ليصوروا مسلسل أو فيلم ليظهروا الإبداع بتقنيّة عاليّة وإنتاج ضخم ويتجنبوا كافة الأخطاء المهنيّة، ويضل الإعلام يحكي عن العمل ليجي عمل تاني  بينما اليوم، بيومين بيجيبولك خبريّة أجنبيّة  بزبطّولها شويّة الترجمة ليركب السيناريو  بتاخدلها شي جمعة زمان، وأصلاً بيكونوا أكتريّة اللي بدن يمثّلوا جاهزين لأنن مفروضين عالعمل، بيضلّ في كم إسم هني المبدعين الأساسيين بعزبّوا شوي لان ما بيساوموا، بس بطولوا بالن عليين لأن بيجيبوا نسبة مشاهدة، يعني من الآخر بتاخدلها شي شهر، ركب المسلسل وبضلّ في هالنتفة التصوير  أبو شهرين تلاتة منكون خالصين حسب الكونترا  ومندفع لبعض للصحافيين  واحد بيكتب عن العمل، والتاني بدافع عن النقد، هيك عم تركب الاعمال الدراميّة السطحيّة
زملائي، بالمختصر  كلّ واحد منا هوي المسؤول عن الإنحطاط الفنّي والإعلامي اللي وصلناله، ما حدا في يتبرّا من المسؤوليّة، النقّ ما بيعمل إصلاح، بدك إصلاح؟ بدها ثقافة والثقافة بدك ترجع لهويتك، وهويتك كمبدع مصدرها المبدع الأوّل اللي أبدع بخلقه ” ورأى كلّ شيء حسن”… بدو يكون في حسّ بالمسؤوليّة للحفاظ على الهويّة الإبداعيّة، فقر الدمّ عادةً بيجي من سوء التغذيّة، وفقر الدمّ الإبداعي جايي من سوء الثقافة، الثقافة حول مواهبك اللي عطاك إيّاها المبدع الأوّل، الله عطاك بمجانيّة ليش ما بتعطي انت كمان بمجانيّة؟ وبتغذّي موهبتك ووزناتك؟ شفتوا الحقّ ع مين، عالفقر الدمّ الإبداعي؟

عن cmslgn

شاهد أيضاً

0C80616A-A8D1-4506-A39D-883214384786

النجاح ما بِمِل من الكاتبة كلوديا مرشليان!

ايلي مرعب – اوائل نيوز  مسلسل ورا مسلسل ونجاح ورا نجاح، الكاتبة كلوديا مرشليان ما …