أقامت جمعية “رودز فور لايف” مساء أمس الأربعاء حفلة غنائية على مسرح قصر الأونيسكو في بيروت، أحيتها “سفيرنها” الفنّانة عبير نعمة ويعود ريعها لدعم أعمال الجمعيّة.
وحضر الحفلة كل من رئيس الحكومة السابق النائب فؤاد السنيورة وعقيلته السيدة هدى، ووزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال الثقافة ريمون عريجي، والوزراء السابقون عدنان القصّار وزياد بارود ونايلة معوّض، والسفير البابوي المونسنيور غابرييل كاتشيا والسفيرة الإسبانيّة ميلاغروس هيرناندو إيشفاريا، وسفيرة الأوروغواي مارتا بيزانيللي، ورئيس بلديّة بيروت جمال عيتاني، والمديران العامان لوزارتي الصحة والتربية وليد عمّار وفادي يرق، والسيّدات منى الهراوي وليلى الصلح حمادة وروز شويري ومي الخليل، إضافة إلى عدد كبير من الشخصيّات الاقتصاديّة والاجتماعيّة. كذلك حضر عدد من الوجوه الفنية، بينهم الفنانون مارسيل خليفة وشربل روحانا وإيليا فرنسيس.
وألقت رئيسة جمعيّة “رودز فور لايف” السيّدة زينة قاسم كلمة رأت فيها أنّ “أقرب طريق بين الإنسان وأخيه هي الموسيقى وفي أغلب الأحيان تخبرنا الأغنية كل شيء من دون حاجة إلى أي كلام”. ووصفت صوت “سفيرة الجمعية” الفنانة عبير نعمة بأنه “استثنائي”، مشيرة إلى أنها “قدّمت صوتها وفنّها لخدمة مهمّة الإنقاذ في لبنان”. وأضافت: “عبير فنّانة وباحثة في علم الموسيقى وهي ذائعة الصيت في العالمين العربي والغربي، وهي أصبحت حاملة رسالة حقيقيّة للحوار الحضاري والثقافي والفنّي العابر لحدود الدول وهي من دون شك الفنّانة العربيّة الوحيدة ومن الفنّانين القلائل عالمياً الذين ينشدون بأكثر من 25 لغة”.
وإذ أشارت إلى أن موعد الحفلة يصادف موعد الاستذكار العالمي السنوي لضحايا حوادث السير في ثالث أحد من شهر تشرين الثاني كل عام، قال: “نتمنّى أن نضيء في هذه الذكرى شموعاً أقل على نيّة الضحايا الذين يسقط غالبيتهم في عمر الشباب كما حصل مع ابني طلال”.
أما الوزير عريجي فوصف “رودز فور لايف” بأنها “مشروع إنساني يعزّز فرص الحياة”، معتبراً أن الجمعيّة تشكّل “بارقة أمل ورجاء تحدّ من مذابح الطرق”. وأضاف: “قبل سنوات قضى طلال قاسم على الطريق بحادث صدم مفجع مجنون، وثمّة مآس كثيرة تقع بسبب الاستهتار والرعونة والطيش وعدم المسؤوليّة في القيادة وبسبب ضعف الروادع وعدم التشدّد في تطبيق أنظمة المرور وقانون السير وتعديل إجازات السوق وعدم تطابق مواصفات الطرق مع المعايير الدوليّة وغياب إشارات المرور وعدم احترامها وسواها من هموم مخاطر الطرق وأنظمة المرور، وكل هذه أمور جوهريّة بحاجة إلى مساءلة وإعادة تصويب من قبل الدولة”.
وذكّر بأن “مأساة رحيل طلال دفعت السيّدة زينة قاسم إلى التطلّع صوب مآسي الآخرين من جرّاء حوادث الطرق فكانت فكرة رودز فور لايف واستحداث صندوق طلال قاسم للعناية بذوي الإصابات البليغة”. وأَضاف أن الجمعية سعت إلى “استحداث تخصّص داخل مراكز الطوارئ في المستشفيات عبر اعتماد برنامج تدريب خاص للأطباء والممرّضين والمسعفين معتمد في الولايات المتّحدة الأميركيّة و50 بلداً وهو يهدف إلى السرعة في معالجة الإصابات الطارئة والشديدة الخطورة في أسرع وقت بعد وقوع الحادث أو خلال ما يسمّى الساعة الذهبيّة لإنقاذ الأرواح البريئة في اللحظة الحرجة”. وأمل في أن “يعمّم هذا البرنامج الطبّي الإنقاذي على المستشفيات والجمعيّات والأطراف المعنيّة كافة على الأراضي اللبنانيّة”.
وغنّت الفنّانة عبير نعمة على مدى ساعة ونصف، مؤدّية، تحت عنوان “آفاق”، أغنيات شعبيّة لامست ذاكرة الجمهور الحاضر. وبين الغناء الكلاسيكي والطربي والشعبي جاء التنوّع والتمازج بين المقامات العربيّة لينقل من خلال صوت عبير القويّ والمُتمكّن الجمهور إلى مساحة فنيّة خاصّة تشبه فرادة وخصوصيّة هويّتها الفنيّة ومساحات صوتها النادرة.
وخصّت عبير الجمهور الحاضر بأغنية أطلقت من على مسرح قصر الأونيسكو لتكون صرخة بل رسالة حياة وهي تختصر حلم وهدف جمعيّة “رودز فور لايف” من كلمات الدكتور روني ألفا وألحان المايسترو لبنان بعلبكي، وتحمل عنوان “بِحْلم”.
كما غنّت أغنياتها الخاصّة ومنها “في سفري” و”عصفور” و”يا ترى” إضافة إلى أغنيات جديدة من ألبومها المُقبل الذي يصدر قريباُ من توقيع مارسيل خليفة منها “غنّي قليلا يا عصافير” و”ماتيلدا” وغيرها…
وفي كلمة ألقتها، أثنت عبير على مجهود عائلة Roads For Life منوهة بإيمان وجرأة السيدة زينة قاسم وقالت: ” يترافق الموت مع الألم والحسرة إلا أن غياب طلال غيّر الصورة، إذ تحول الغياب إلى تحدٍ، فالحياة أقوى، والحب الذي يسكن قلب أم طلال أقوى من الألم وهو الذي جمعنا الليلة حول قضية إنسانية سامية”.
ورافقت عبير نعمة في هذه الأمسية أوركسترا بيروت السمفونيّة بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي.
يُذكر أنّ مُصمّمة الأزياء لميا أبي نادر وقّعت إطلالة عبير نعمة خلال هذا الحفل كما تزيّنت بحليّ من تصميم دار نصولي للمجوهرات.