رسالة الى الفانز المهوسين…
أكتوبر 18, 2016
بالعربي الفصيح
الاخت ناي خوري
أصدقائي الفانز… من أجمل ما يزيّن صفحات مواقع التواصل الإجتماعي هو صفحاتكم الشخصيّة التي تتزيّن بأجمل الكلمات والمعاني والعبارات المعبّرة عن إعجابكم بفنان معيّن جذب إهتمامكم ومحبتكم بأعماله وكلماته وأدواره… بصدقٍ أقول لكم، أنّه لا يوجد أحد منا موضوعيًّا تجاه الفنانين المبدعين أقلّه في محبتنا تجاههم، كلٌّ منا لديه محبة خاصة لأحدهم إخترناه من بين المئات مميّزًا، ونختار له أجمل الألقاب التي تليق بإبداعه… وقد ساعدتنا التطورات التكنولوجيّة الحديثة وخاصة صفحات التواصل بأن نصبح أكثر مقرّبين من فناننا المميّز أقلّه في التعبير عن المحبة والإعجاب التي نكنّها له، وتقديم الدعم المعنوي والإعلامي له ولأعماله…
لكن أن يتحوّل هذا الإعجاب الى ” هوس “، فأعتقد بأننا وقعنا في مرض فكريّ وعاطفيّ. بدرجة أولى لا بدّ لي أن أخبركم بالفرق الكبير بين الإعجاب والمحبة. الإعجاب هو شعور نظريّ تجاه شخصٍ معيّن، يلفت نظرنا بجماله أو شخصيته أو أعماله. وهذا الإعجاب له أبوابه الإيجابية ومنها تأثير هذا الشخص علينا من خلال كلماته، تصرفاته، أعماله الفنيّة الراقيّة التي تحمل لنا رسالة معيّنة علينا استنتاجها بأنفسنا، أو ايضًا في تفاعله معنا…
أما المحبة هي شعور علائقيّ بين شخصين أولاً يعرفون بعضهم معرفة شخصيّة، تجمعهم لقاءات وأحداث وصداقة، ومشاعر محبة متبادلة… هذا التعريف بين الإعجاب والمحبة لأقول لكم أنتم كفانز تعيشون حالة إعجاب مع فنانكم المفضّل… وهذا الإعجاب عليكم أن تحافظوا عليه وأن تستفيدوا منه.
إعجابكم فليكن سلاح محبة لفنانكم تسندونه بأجمل التعابير التي تساعده على نسيان تعبه والتمتع بنجاحه، فليكن إعجابكم سلاح دعمٍ قويّ لأعماله فتنتشر وتلاقي إعجاب الآخرين، فليكن إعجابكم سلاح سراج صلاة له يضيء طريقه بالخير والسلام، لأن مبدعكم فنان كبير ولكنه إنسانٌ عاديّ له تعبه، قلقه، سيئاته، مشاكله، تعثراته… فليكن اعجابكم سلاح محبة، لا تحوّلوه لسلاح مهاجمة تهينون به كلّ من ينتقده أو ينتقد أعماله. أو لإهانة فريق آخر من فانز فنان آخر، أو سلاح لاأخلاقيّ بإستعمال الكلمات البذيئة والمتدنيّة، أو لسلاح لاإجتماعيّ تهينون عقائد الآخرين أو آرائهم أو مشاعرهم… أو لتهينوا فنان آخر على خلاف مع فنانكم…
لا تسمحوا أن تكونوا أنتم ذاتكم سلاح يُحارَب به، وتُستَغل عاطفته… إخوتي الفانز، من حقكم أن تُعبّروا عن إعجابكم، وأتمنى أن تتحقق أمنيات كل واحد منكم تجاه فنانه المفضّل، ولكن كونوا على علم أنّ كلماتكم وتعابيركم تعبّر عن تربية أهلكم لكم ،لذلك كونوا على حذر أوّلاً أنّ بكلماتكم أنتم صورة أهلكم، وبحواركم وآرائكم أنتم صورة فنانكم المفضّل… التي لا أعتقد أنهم يرضون عن أيّ تدنيّ أخلاقيّ بمستوى كلماتكم… لذلك، حافظوا على صورتكم من أجل نقاء الصورتين…
2016-10-18
Awael News Magazine رئيس التحرير: عادل سميا
