ها نحن اليوم نبحث عن الإنسان الفنان أو بالأحرى عن الفنان الإنسان… ليس إنسان الجسد والشهرة والقشور، إنما إنسان الفن الذي عليه أن يحمل رسالته في مسيرته الفنيّة، ويكون النبيّ وسط شعب اليوم الذي يواجه الإرهاب والقتل والظلم… نعم للمبدع الفنيّ والإعلاميّ دورٌ نبويّ بين شعبه…
أولاً، فلنوضح من هو النبيّ وما هي رسالته. إنّ كلمة نبيّ تأتي في الكتب المقدّسة التي تتّفق أنّ مفهومها هو: ” ملأَخ (بالعبريّة) أي ” المُرسَل”، النبيّ هو مُرسَل الرب، الذي يحمل رسالة إله السماء إلى بني الأرض”، فيكون المُرسَل خلاّقًا حتى الإبداع في رسالته التي هي ” أن يصغي بإنتباه لكلمة الله، ويُعنى في أن يحملها عاليًا وبقوّة، مناديًا بها حتى تبلغ الجميع” (أ. أيوب شهوان، آشعيا ١٣-٣٩، بيبليا).
إذًا، إذا كان المبدع مُختار من بين شعبه وميّزهُ الله عنهم بالمواهب ليكون إستمراريّة لإبداعه، وإستمراريّة للجمال الذي أبدعه منذ خلق الكون، فحكمًا يكون المبدع نبيّ الله المُرسَل لحمل رسالة الجمال، ” والجمال هو التعبير المرئي عن الخير”(يوحنا بولس الثاني)… على المبدع أن يعلم أنّ دعوته الفنيّ هي لخدمة الجمال، الخير العام… يقول الفيلسوف الإنكليزي هربت سبنسر: ” الثورة الجماليّة الدائمة هي وظيفة الفن”… نعم نحن اليوم بحاجة لثورة جماليّة، ثورة قوّادها المبدعين الفنيّين والإعلاميين، ألم تكن الثورة عمل النبيّ بين شعبه حين يبتعد عن الله ويبحث عن آلهة أخرى؟… نحن بحاجة لثوّار فنيّين يضمنون نمو مجتمع وتربية أجيال عبر الفن الذي هو ” فن التربيّة”… ثوّار كي يقدروا أن يحملوا بفنّهم وإبداعهم قضية وطن عليهم هم أولاً أن يتخلوا عن آلهة الأوثان ويرجعوا إلى رسالتهم النبويّة… مبتعدين عن الفساد والإنحطاط، غير متمسكّين بإله الغيرة، وإله الشهرة، وإله النميمة، وإله المال، وإله التنازلات، وإله الفحش والثراء… رسالتكم نبويّة بين شعب يخسر قيمه ومبادئه، أرسلكم المبدع الأوّل بمواهبكم لتكونوا مرآة تعكس صورته… إبتعدوا عن آلهة الوثن المتملّكة في حياتكم، وارجعوا إلى إله مواهبكم، ومن خلال أدواركم وبرامجكم وإنتاجاتكم ومسرحكم وإذاعاتكم بشّروا بإله السلام وإله الإبداع…
الوسومالاخت ناي خوري
شاهد أيضاً
النجاح ما بِمِل من الكاتبة كلوديا مرشليان!
ايلي مرعب – اوائل نيوز مسلسل ورا مسلسل ونجاح ورا نجاح، الكاتبة كلوديا مرشليان ما …