كارين رزقالله… لن ننتظر النهاية
يوليو 6, 2016
بالعربي الفصيح
الاخت ناي خوري
إنكم تلحظون بدون شكّ، أنّ تخطيط مسيرتنا هو جعل الفن رسالة لا بل إعادة الفن لرسالته الأساسيّة، وخاصةً أنّ الفن رسالة ساميّة تحمل الكثير من القِيَم الإنسانيّة. وتقع المسؤوليّة على عاتق المبدعين في الحفاظ على هذه الرسالة الساميّة وخاصةً أنهم يعلمون مصدرها الأوّل، وهو الله الآب الخالق المبدع الأوّل الذي وهب وميّز المبدعين عن باقي الناس بمواهب ووزنات خصّهم بها من أجل إكمال مسيرة إبداعهِ بين شعوبهِ… ” إنّ الفنان الإلهيّ تعالى ينقل، برفق عطوف، شرارة من حكمته العليّة إلى الفنان البشريّ، داعيًا إياه إلى مشاطرته قدرته الإبداعيّة.” (يوحنا بولس الثاني، ١٩٩٩).
وإنّ الآمال تتحقق شيئًا فشيئًا في هذه المسيرة مع تعب الكثير من الزملاء المبدعين الذين يجاهدون ويضحّون من أجل تقديم وتجديد مواهبهم في أعمالٍ تُساهم في تربية مجتمع بكل أجياله. و لا ننكر أننا وضعنا ببداية المسيرة كل آمالنا في تجديد الرسالة على الزملاء المبدعين الموجودون اليوم بقوّة عالساحة الفنيّة والإعلاميّة، وأعترف إعترافًا علنيًّا أنّ كارين رزقالله ” هزّت ” فكري وأيقظته للإنتباه أننا لدينا وجوه كثيرة مهما كان دورها تُساهم معنا في وضع الرسالة على السكّة الأساسيّة.
كارين رزقالله لن أنتظر نهاية العمل (مش أنا)… أعترف أنّني أخطأت وأنّكِ أيقظتي فكري… أعترف أنّك قدّمتي مسيرة الرسالة خطوات وأميال إلى الأمام… لن أتحدّث عن النجاح ولا عن نسبة المشاهدة ولا عن الرايتنغ، فأترك هذه الأحاديث للصحافة. لكن أريد أن أتحدّث عن الدروس الناتجة عن عملك، التي يمكننا كلنا أن نستفيد منها في الأعمال الآتية، كي يُسهم كل عمل أقلّه بخطوةٍ واحدة في مسيرتنا.
أولاً، الرسائل الموجّهة في العمل، رسائل تحمل مشاكل يوميّة في مجتمعنا وبيئتنا وعيالنا: مشكلة أصحاب الملك والمستأجرين، الديون والسندات، خلافات الورثة، عقدة الوزن، الحب من طرف واحد، العقد النفسيّة الناتجة عن المشاكل العائليّة… من هنا، أهميّة أن يكون لكل عمل ناتج عن مبدعين رسالة وحلول تساهم في إرتقاء المجتمع ومساندة الناس وبناء وطن…
ثانيًا، إختيار وجوهٌ إبداعيّة، واعتقد أن من أكبر مشاكل أعمالنا الدراميّة والإعلاميّة، هي في اختيار المشاركين المرتكزة على الجمال الجسدي والإغراء والعلاقات الخاصة… هنا تعلّمنا كارين في اختيارها الوجوه المبدعة أولاً والموهوبة ثانيّة والمتخصصة، وخاصةً إختيار المخرج المبدع جوليان معلوف … وكم علينا شكركِ لإعادة المبدع بديع أبو شقرا الى شاشاتنا وقد كاد شبح الهجرة أن يخطفه منا، أعتقد من أهم أسباب نجاح العمل هو وجود بديع أبو شقرا.
ومن الأسباب الأخرى إختيار الوجوه المتألّقة كرودريغ سليمان، أندريه ناكوزي… ونطالب لهم بأعمالٍ بطوليّة، وهي حق لهم ولإبداعهم. ومن الأسباب أيضًا اختيار وجوه اشتاقت لها أجيالنا مثل سمارة نهرا ونوال كامل ، واختيار تلاميذ المعاهد والكليات ودعم الشباب والمبتدئين في المسيرة الفنيّة… دروس ودروس يمكننا الإستفادة منها، وخاصةً تكلفة العمل الماديّة وإنتاجه، هذه دلالة على أنّ ببساطة التكلفة وقوّة المواهب وحسن الإختيار يؤدوا الى عمل إبداعيّ بإمتياز…
كارين رزقالله، لكِ ولكل عائلتك الفنيّة، الظاهرين على الشاشة وفي كواليسه، من زملائي ومني ألف تحيّة وشكر…
2016-07-06