الرئيسية / أخبار منوعة / ما أحوجنا إلى هذه الصدمة

ما أحوجنا إلى هذه الصدمة

برنامج-الصدمةفي السنوات الأخيرة أصبحنا نعيش شبه عقم على مستوى إنتاج وتوليد الأفكار الخاصة بالبرامج التلفزيونية في العالم العربي، فلا نرى سوى البرامج التي لا تحترم الذوق العام أو تحط من قدره. طبعا هذا لا يعني أنه ليست هناك برامج في المستوى، راقية، محترمة و غنية بالإفادة في آن. هذه البرامج التلفزيونية (أقصد هنا الجيدة منها) لا نراها ولا نشاهدها إلا في هذا الشهر الفضيل. أي أنها موسمية وبالتالي الإفادة والإستمتاع بالنسبة لنا تكون موسمية أيضا. 

مثال عن هذه البرامج نجد برنامج الصدمة، هذا الرنامج الذي يحصد نجاحا باهرا، جاء في الحقيقة صدمة للبعض منا، نعم لأولئك الذين يقولون بأن الإنسانية قد ماتت فينا، وبأننا ما عدنا أناسا لهم ضمائر. ففي كل حلقة أزداد يقينا بأنه لا يزال هناك ” ولاد الناس ” بالمغربية و ” أوادم ” باللبنانية وبغيرها من اللهجات من المحيط إلى الخليج. هؤلاء لم يرتضوا الظلم والذل لغيرهم كما لأنفسمهم فعبروا عن ذلك.

ما فعلته تلك الشابة اللبنانية لذلك الرجل الذي كان يضرب زوجته ويهينها أما أنظار الناس في السوق، حرك في داخلي الرغبة في الكتابة عنها وعن البرنامج. هي واحدة من الملايين الذين وإن يعيشون في بلدان نحن نعرفها جميعا ونعرف ملابسات وتفاصيل العيش فيها، إلا أنهم لم يفقدوا إنسانيتهم أو الحد الأدنى منها. فعلا هو صدمة لأنه يرينا أنفسنا في المرآة، ويرينا ظواهر نحن نعيشها وواقع مر بالنسبة لنا جميعا.
صحيح أن البرنامج صور في خمس دول فقط، لكنني متيقن أنه لو صور في باقي البلدان العربية لكانت نفس ردات الفعل وربما أكثر، لأن الظلم والإعتداء على أي شخص، معاقا كان أو ضريرا، خادما كان أو أمة، لا يرتضيه الله و لا يقبله، والأكيد أن عبده أيضا لا يرتضيه ولا يقبله. ما أحوجنا إلى مثل هذه البرامج، وما أحوجنا إلى مثل هذه الصدمات لكي تفتح أعيننا على الظلم وأيضا لكي يستيقظ ذاك الذي يقول أننا ” عديمي الإحساس “
رشيد أمالك.

عن cmslgn

شاهد أيضاً

05296C4F-6592-44BF-BA59-7AF40A815CB4

سيلين أبو مراد تحاكي المأساة وتقدم “طلٌ علينا يا الله”

في ظل الأوضاع المأساوية وتداعيات الحرب، والهجرة داخل الوطن الواحد، والدمار الكبير الذي نعيشه في …