في السنوات الأخيرة أصبحنا نعيش شبه عقم على مستوى إنتاج وتوليد الأفكار الخاصة بالبرامج التلفزيونية في العالم العربي، فلا نرى سوى البرامج التي لا تحترم الذوق العام أو تحط من قدره. طبعا هذا لا يعني أنه ليست هناك برامج في المستوى، راقية، محترمة و غنية بالإفادة في آن. هذه البرامج التلفزيونية (أقصد هنا الجيدة منها) لا نراها ولا نشاهدها إلا في هذا الشهر الفضيل. أي أنها موسمية وبالتالي الإفادة والإستمتاع بالنسبة لنا تكون موسمية أيضا.
مثال عن هذه البرامج نجد برنامج الصدمة، هذا الرنامج الذي يحصد نجاحا باهرا، جاء في الحقيقة صدمة للبعض منا، نعم لأولئك الذين يقولون بأن الإنسانية قد ماتت فينا، وبأننا ما عدنا أناسا لهم ضمائر. ففي كل حلقة أزداد يقينا بأنه لا يزال هناك ” ولاد الناس ” بالمغربية و ” أوادم ” باللبنانية وبغيرها من اللهجات من المحيط إلى الخليج. هؤلاء لم يرتضوا الظلم والذل لغيرهم كما لأنفسمهم فعبروا عن ذلك.