لا يحتاج سمير صفير للتعريف، وقول اسمه بعد لقب أو “أستاذ”، فتاريخه وأعماله يحكيان عنه، فمن لحن ” ليل ورعد وبرد وريح ” و ” يا ميمة ” و ” زوجة فقير ” و ” خلي كتفك ع كتفي ” و “بالعربي ” بالتأكيد ستسبقه سمعته وتنطبق عليه مقولة فخامة الاسم تكفي. أول مرة أسمع فيها الملحن سمير صفير يعيد غناء أعماله السابقة أو بصيغة أخرى ” سمير صفير يغني سمير صفير ” كانت في إحدى مقابلاته مع الزميلة راشيل كرم، حينها اضطررت إلى إعادة سماع تلك الأغاني بصوته لأنني استغربت الأمر وأعجبت بالفكرة، وبعدها استمعت لتبريراته ولماذا اختار هذه الخطوة.
معروف عن الملحن سمير صفير أنه يتخذ الفن والتلحين هواية لا مهنة، وهذا ما يجسده توقفه عن التلحين للفنانين هذه الفترة، فمثله لا يرغم نفسه على التلحين إذا لم يكن في ال ” mood “، فالأوضاع الحالية التي يمر منها العالم العربي هي حقا لا تشجع على الإبداع وخلقه، لكن عتبنا عليه أنه في قمة اليأس ووسط هذه العاصفة التي وجدنا أنفسنا في قلبها، عليه أن يجعلنا ننسى كل هذه الأمور، هناك أشخاص يبدعون حاليا ويتحفوننا، نعم، لكن الملحن سمير صفير هو تلك النافذة التي مهما كانت حالة البيت الداخلية فإنها تتيح لنا النظر إلى ذلك البستان المليء بالأزهار والمناظر التي تأسر القلوب.
أرشيف الملحن سمير صفير ضخم، ولا نعرف من أين سنبدأ إذا أردنا إلقاء نظرة عليه، صحيح أن الفنان والمبدع لا يستطيعان أن يخلقا الإبداع في ظل هذه الطروف، لكن عليه أن يعلم أننا ما عدنا نطيق غياب ألحانه الجديدة عنا، فكرته وخطوته الجديدتين كانتا ” ضربة معلم”، لكن إلى متى سنظل ننتظر ألحانه الجديدة ويعيد لأرواحنا الحياة والنشاط ؟!!
رشيد أمالك.