من الزمن الجميل إلى زمن الرحيل…
مايو 24, 2016
بالعربي الفصيح
الاخت ناي خوري
فراغ كبير يملء زمن الرحيل في رحيل مبدعين الزمن الجميل. فراغ سيبقى شاغرًا، فمدرسة الفن والإبداع بدأت تغلق أبوابها لأن أساتذتها يرحلون أو يقدّمون إستقالتهم بسبب فراغ صفوفها من تلاميذ إختاروا المال والشهرة أساتذة لهم. مبدعو الزمن الجميل يرحلون بصمت، يرحلون بدون ضجيج، تاركين لنا إبتسامات زرعوها على شاشاتنا وحفلاتنا. يرحلون دون أن يشعر بهم أحد حتى الدولة والوزارات والنقابات. وكأنّ واجب عليهم أن يضخّوا لنا من نفوسهم الحب والأمل والفرح، ناذرين حياتهم في سبيل بناء ثقافة وحضارة. وفجأة نسمع خبر رحيلهم بصمت، وكل ما في الأمر أنّ الصحف والأخبار تنعيهم بخبر سريع، مخصّصين لهم بضع ثوانٍ في نشراتهم… حتى تكريمهم خجول، يكون ميداليّة أو لوحة نحاسيّة صغيرة، وأحيانًا كثيرة يُكرّم تابوتهم….
لذلك يرحلون في غصّة النكران في وطن أعطوه بلا حساب، فأصبحوا فيه غرباء، وأسياده هم الرأسماليين وأصحاب السياسات الغامضة… إنهم خميرة الزمن الجميل يفتحون باب زمن الرحيل في رحيلهم، تاركين ورائهم الأعمال والإبداع والألحان والكلمات والنصوص، والموسيقى… يرحلون بصمت، وكلّهم مصرّين على الرحيل لأنّهم منسيّين…. منسيّين من دولةٍ همّ سياسييها نجاح البلديّة، وتجديد مقاعد نيابيّة، وسرقة خزائن وزاريّة… منسيّين من نقابات همّ لجانها تلبيّة الدعوات الرسميّة والعشاوات السنويّة، والإنتخابات النقابيّة… منسيّين من زملاء تمركزوا على عرش الساحة الفنيّة والإعلاميّة ونافينَ أدوار الكبار وأساميهم. منسيّين من شعبٍ يرقص على أسخف أغنيّة، ويتابع مسلسلات إباحيّة، وبرامج صبيانيّة…
لذلك قرّروا أن يرحلوا… وبصمت ويا خوفي، أن يرحلوا الكبار ويبقوا الصغار صغار….
2016-05-24