“عيدُ، بأيّ حالٍ عدتَ يا عيدُ؟ كأمرٍ مضى أو فيك تجديدُ؟”… يوم ٣ أيّار هو يوم عيد الصحافة الحرّة. وعن أيّ صحافة نتكلّم؟ وعن أيّ حريّة نتحدّث؟… أصبحت الصحافة والإذاعات تتناول كل مناطق العالم وتدخل البيوت وتؤثر في عقول ما لا يحصى عدده من الناس ونفوسهم. من أهداف الصحافة والإعلام المساهمة في إطلاع الناس على الشؤون الثقافيّة والإجتماعيّة والسياسيّة والفنيّة والدينيّة، مما يساعد في تنميّة ثقافتهم وإغناء حياتهم ونفوسهم، عبر وسائل متقدّمة لخدمة مختلف أنواع المشاهدين. لذلك، فإنّ الصحافة مدرسة، مدرسة تربويّة تساهم في تربيّة ثقافة الفرد في المجتمع، ولكن يكفي أن نتكلّم عن الصحافة ودورها، لأننا اليوم كلّنا نعلم قوانين وأصول الصحافة الحرّة، ولكننا نفتقد صحافيّين أحرار… بدرجة أولى، نحن بحاجة إلى صحافيّين أحرار من أجل جعل الصحافة حرّة. صحافيّين قلمهم نظيف من حبر المال، وحبر الإنتقاد اللاذع الساخر وفاقد مبادئ الأخلاق والقيم، حبر باخَ لون لغّته العربيّة والمفاهيم القواعديّة… نحزن على قرار تسكير باب صُحف التاريخ يشهد على مستوى مواضيعها وقلم صحافيها ونقدها البنّاء من أجل بناء وطن وذهنيّة. في حين صُحف ومجلات تصدر بمواضيع تهجّميّة وإباحيّة وخرق الخصوصيّة، مع تدني مستوى المواضيع والأخبار والمعاني، وأصبح الهدف الوحيد هو الشهرة والتجارة… عن أيّ صحافة نتكلّم؟ والصحافة مُخترقة من قبل دخلاء، لا وأيضًا متسلّمين سلطتها… عن أيّ صحافة حرة تتكلّمون، وما مفهومكم للحريّة؟ الحريّة التي لا تعرف حدود؟ حريّة فرض الآراء، والتدخل في الخصوصيات، ونقد الكبير والصغير؟… لمفهومكم، الحريّة لا تعترف بالحرب، وقواد الحروب الصحافيّة والإعلاميّة لا يعرفوا الحريّة بل الأنانيّة وحبّ الشهرة وإثبات الذات بالقوة ،كلها صفات أعمت قلوبهم… في هذا العيد، أدركوا خطورة مسؤوليتكم تجاه تربيّة أجيال وإنفتاح المجتمع والمحافظة على الوطن… رجاءً ” إهتمّوا بكل ما هو شريفٌ وعادل وطاهر، وبكل ما هو مستحب وحسن السّمعة، وما كان فضيلةً وأهلاً للمديح…” (فيلبي ٤: ٨)
شاهد أيضاً
النجاح ما بِمِل من الكاتبة كلوديا مرشليان!
ايلي مرعب – اوائل نيوز مسلسل ورا مسلسل ونجاح ورا نجاح، الكاتبة كلوديا مرشليان ما …