الرئيسية / أخبار منوعة / صدور رواية “امرأة من بيروت” لهند مطر: عن مدينة تنشدُ السلام

صدور رواية “امرأة من بيروت” لهند مطر: عن مدينة تنشدُ السلام

2F6932F8-7C45-48D0-BC23-23D879CDF909عادل سميا – اوائل نيوز 

إذا ما سلمنا بأن الرواية تعبير مديني، على جهة العموم، يصبح أحد مسوغات وجودها، كجنس أدبي، أنها جاءت للتعبير عن هموم مدينية، ولذا ليس من الغريب أن يرى كل من يكتب عن #بيروت في تداعي كيان المدينة تهديداً لوجوده الذاتي؛ لا بل لهويته أيضاً. من هنا تبدو رغبة الروائية اللبنانية #هند مطر في إبداع رواية “المدينة” عبر “إمرأة من بيروت” رواية زاخرة بالأفكار والرؤى والأحوال والتعاسات والطموحات وما لا حصر له من التفاصيل، التي لا يمكن أن توجد بهذه الكثافة إلا في عمل روائي.
في هذه الرواية تكتب هند مطر التاريخ الخاص لمدينة بيروت وما شهدته من تحولات منذ الحرب الأهلية اللبنانية 1975 وحتى كارثة انفجار مرفأ بيروت 2020، فترصد المشهد السياسي من خلال “جيهان” بطلة الرواية، وما تحمله ثقل ذاكرتها عن وسط بيروت وعن عائلتها. فما بين استشهاد أبيها في الحرب الأهلية طفلة في بداية الرواية، واستشهاد أمها وأخيها في انفجار المرفأ في نهاية الرواية، تموت بطلة الرواية حيّة. وما بين البداية والنهاية تسير بطلة الرواية على خطى أبيها “الغائب” عن حياتها و”الحاضر” في وجدانها وأول خطوة هي السفر إلى فرنسا والتخصص في الصيدلة وحلم يراودها بإعادة فتح صيدلية والدها في وسط بيروت والتي أخذت من اسم المدينة عنواناً لها “صيدلية بيروت”، الصيدلية التي تشهد على خراب المدينة والتي دفع أبيها الصيدلاني حياته ثمناً لها مع انطلاق شرارة الحرب الأولى.

عبر هذا الخطاب الروائي تؤلف هند مطر لحمتها النصية، دامغة أفقها بصبغة البحث المحموم عن “ماهية المدينة”، ومعدن عراقتها، وأصالة أهلها وهم البيروتيين الشرفاء الذين حضنوا مدينتهم في كل الأوقات وفي أصعب الظروف. لأجل ذلك يكتسب خطاب هذه الرواية إيحائين، الأول (تاريخي-  ثقافي) يكثف علامات التجلي المفارق لبيروت في إطارها الزمني والمكاني، ويعيد إنتاج تاريخها وحضورها كعلامة جغرافية محددة ضاربة في عمق الماضي، والثاني (عالمي- محلي) يصل صورة بيروت بتحولات جديدة مفخخة بالأهداف المشبوهة والاستراتيجيات المبهمة، المُعدة لها كمدينة عابرة لمختلف الأيديولوجيات والثقافات والانتماءات. من هنا يُمكن اعتبار “إمرأة من بيروت” دعوة للتفكير والعمل، تجاه المجريات، كي لا يتحول كل إنسان لبناني إلى رقم في عداد الضحايا، وكي لا يُفاجأ ويُقاد إلى ما تُحمد عقباه بعد فوات الأوان.

تختتم الكاتبة هند مطر روايتها “إمرأة من بيروت” بـ “كلمة” تقول فيها: “هكذا تمرُّ سنواتنا… وهكذا نعيشُ أيامنا وليالينا وكأننا بلا تاريخ وحضارة.

نمرُّ بمواسمٍ كثيرةٍ من الحزنِ والألم، ورُغمَ كل الظروف:

–   نتقدَّم رُغم أنفِ الحروب ولن نتخلّى عن أمجاد الماضي بقيمه وعزَّته.

–   نتعلَّم مع أننا ندرسُ على ضوءِ الشموع الذي يمثِّل الصبر والصمود.

–   نبدعُ رغم لهيب الطائفية.

–   نحلمُ، ونحقِّق وننجز بمجهودنا الفردي كي نصلَ إلى ما نطمحُ إليه، وبعاصفة واحدة يُهدم ما بنيناه بدمٍ باردٍ، ثم ننهضُ  من جديد ننفضُ الغبارُ عن أجسادنا ونعيدُ بناء ما خلَّفته العاصفة الهوجاء، نبدأُ بعزمٍ وإرادة أقوى، لأننا شعبٌ لا يعرف اليأس ولا الاستسلام، نؤمن بكفاءاتنا ونفتخر بثقافتنا وبفكرنا الجبَّار. ومع هذا أقول:

–   “كيف لو كنا ننعمُ بالأمن والسلام، كيف لو وفرَّت لنا الدولة الدعم والأمان؟ كيف لو طالبت بعودة المغتربين، ذوي الأدمغة والكفاءاتِ العالية؟…

–   أتتخيلّون أين نكون!!!

–     كنَّا اليوم ننافسُ أقوى الدول وأعظمها… فلبنان لا ينقصه سوى السلام ليكون في مصافِ الدول الأولى”.

*الكلمات الدالة*

*الدار العربية للعلوم ناشرون بيروت*
*هند مطر*

https://chat.whatsapp.com/GelJSIr8TVW3MbY8ZoVBxl

عن cmslgn

شاهد أيضاً

05296C4F-6592-44BF-BA59-7AF40A815CB4

سيلين أبو مراد تحاكي المأساة وتقدم “طلٌ علينا يا الله”

في ظل الأوضاع المأساوية وتداعيات الحرب، والهجرة داخل الوطن الواحد، والدمار الكبير الذي نعيشه في …