Awael News Magazine رئيس التحرير: عادل سميا
مقالات مشابهة
اندريه داغر
في الطريق الى مسرح الجميزية- الاشرفية يمر امامك صور كثيرة هي اختصار للحياة اللبنانية الرمادية،في هذه الطريق التي تعج بمحمة سير خانقة تشاهد من نافذة سيارتك كل النمازج البشرية اللبنانية وغير اللبنانية المقيمة على ارضنا، مشاهد ضبابية تنزعها من امام عينك ممثلة قديرة استطاعات بحوالي الساعة ان تنسيك اسوداد الايام لتضعك امام حضورها على خشبة المسرح التي تختصر كل عالمها الجميل،انها رولى حمادة سيدة التمثيل والكتابة ايضاً.
“لو داريت عنك حبي” وهي استكمال لمسرحيتها السابقة “حبيبي مش قاسمين” يسافر زوجها سليم،و تتكفل “عايدة” بتربية ورعاية ابنتها بالتبني “كريستين”،الى ان تبلغ وتصبع بعمر ال21 وتتحضر للزواج من خطيبها الشاب الذي تعشقه “مارك” بالرغم من عدم رضى والدتها التي تشجعها على استكمال دراستها قبل ان تتزوج.يقترب موعد الزفاف وتحضر والدة مارك نوال كامل”جيجي” لتذهي وهي عايدة وكريستين لشراء فستان الزواج في الوقت الذي يصر فيه مارك على لقاء خطيبته للضرورة القصوى،وهذه الضرورة هى التي ستقلب كل المقاييس في عمل حمل توقيع المخرج غبريال يمين حيث استطاع ابرازه بطريقة اكثر من رائعة.
وتتوالى فصول المسرحية واحداثها بصورة تصاعدية فتضعنا رولى الكاتبة امام مواضيع خطيرة ودقيقة واليمة ولكنها واقعية وربما يجب ان نتقبلها في ايامنا هذه.
رولى تعالج موضوع المثلية الجنسية بطريقة راقية غير مبتذلة وكذلك تعالج موضوع التبني والاديان والطوائف واوجه الاختلاف في مجتمعاتنا العربية، “لو داريت عنك حبي”هي مرآة لكل فرد فينا،هي هذه الزاوية المخفية في شخصية كل واحد منا،هي هذه الازدواجية التي نعيشها في شخصياتنا، فنعيش شخصيتين ونكذب على انفسنا قبل ان نكذب على الاخرين.
رولى حمادة سيدة المسرح بامتياز،امرأة تتمرد على المالوف،ثائرة ،قوية وضعيفة ومترنحة خائفة على “ابنة قلبها ” التي عشقتها من اللقاء الاول ومن النظرة الاولى ،متفانية وحريصة على ابنة ربتها “بالشبر والندر”،هي حاضرة بامتياز في المسرحية ان كان من ناحية الكتابة او التمثيل، هي شخصية متساوية الابداع في اقانيمها الثلاثة الكتابة والتمثيل الكوميدي والتراجيدي.
نوال كامل اُعيد اكتشافها من جديد كممثلة كوميدية خطيرة لا بد من اللتفات الى موهبتها من قبل الكتاب والمنتجين والمخرجين،لينا السويدي ممثلة ناشئة واحدة تمتلك الحضور الجميل،فريد شوقي ممثل جميل الحضور ربما الخجل من تقديم شخصية الشاذ جنسيا جعل حضوره متواضعا في هذا العملنونحن بانتظار ان نراه في اعمال اخرى لكي نحكم عليه صورة عادلة اكثر.
“لو داريت عنك حبي” ، بدءاً من 15 تشرين الأول حتى 26 ت2ـ «مسرح الجميزة» ـ للاستعلام: 76/409109،وهي مسرحية تستحق المشاهدة.
