الرئيسية / مجرد سؤال / جريمة في مسرح بابل – الحمرا

جريمة في مسرح بابل – الحمرا

مسرح-بابلعذراً “بيتي توتل” فمسرح الجريمة  تحوّل إلى جريمة حقيقة عن سابق تصوّر وتصميم

عذراً “عيدا صبرا” فمفتاح الست نجاح قد فُقد من جديد وذلك يعود فضله للسيد “فشلْ”

عذراً ” كميل سلامة” فإنجازات حياة تبخّرت وتحوّلت إلى هزائم مخزية

عذراً “جاك مارون”Venus   لم تعد إلهة الجمال واعتزلت خائبةً العمل المسرحي.

عذراً غابريال يمّين – لينا خوري – لينا أبيض – ليليان نمري… وألف عذراً..

بشديد من الأسى والحزن، ننعي إليكم مسرح بابل الحمرا الّذي شهد في اليومين الماضيين أحد أسوأ الجرائم البشعة بحق المسرح اللبناني عامةً والإنسان خاصةً.

صُعق روّاد المسرح الملتزم بعرض شيءٍ لا نعلمُ ما يصحّ توصيفه فهو يصلح لكل شيء إلا أن يسمى مسرحية.

وفي التفاصيل، شارك في اليومين الماضيين عشرة أشخاص في تدنيس خشبة مسرح بابل… المسرح الّذي وقف عليه كبار الممثلين العظماء أمثال: رينيه الديك – عايدة صبرا – جوليا قصّار وغيرها من أسماءٍ رفعت قدر المسرح وساهمت في تطوّره.

كارثة من أكبر وأهم كوارث التاريخ اللبناني الحديث، وُقٍّعتْ بيدٍ دخيلة على المسرح والفن – بيدٍ لم تمرّ أصابعها على كتب المسرح وأسسه – بيدٍ بعثرت… خرّبت… استولت… قصقصت من هنا وهناك… وألصقت خائبةً ما تيسّر سرّاً في إحدى أسوأ الأعمال المشينة بحقّ الفنّ اللبنانيّ.

يخجلُ من شاهد “هذه الجريمة” بأن يخبر أنه أضاع بضع ساعات من حياته في حضور هذا العمل الّذي هو أقرب الى التهريج والإستخفاف بعقول الناس.

بين اليوم وبكرا عنوان لا يخلو من “كليشيه” صفوف الروضة والإبتدائي يفتقد للإبداع والبحث في خلق عنوان يصلح أن يكون على رأس عملٍ مسرحيّ – هذا إن وُجِد أصلاً في العمل.

عند دخولك للمسرح، يصدحُ صوت العود في أذنيك فتظنّ نفسك في إحدى المقاهي أو في “قهوة القزاز” – السينوغرافيا : أثاث رثّ: بِضع طاولات وكراسي للتلاميذ وللإستاذ، ناهيك عن ما يُشبهُ جدران الصفّ لا نعرف ما كتب عليها ولا إن كان دورها يكمنُ في  زيادة قبحٍ على القباحة المستشرية وفضحٍ ما ينتظرنا.

من آداب المسارح أن يبدأ العرض في تمام الساعة المذكورة على شبه ملصق العمل. إنما المفاجأة الكبرى فكانت أنّ الجريمة الفنيّة قد بدأت عند الساعة 9.15 مساءً وسطِ تململ الجمهور،تذمّرهم، سخطهم واحاديثهم الدائرة عن قلّة احترامهم.

لا يسعنا لا أن نناقش الحبكة ولا التوليفة ولا حتّى العمل ككل لأنه غير موجود أصلاً وهذا ما دفع عدد هائل من الجمهور للخروج من الصالة بعد بدء العمل بدقائق.

ومن هذه المقاربة، سنسمّي الشبه مسرحية بالجريمة الفنيّة حتّى لا نضيّع البوصلة علينا وعلى الرأي العام.

هذه الجريمة الفنيّة كانت بمثابة خلطة وهم من هنا وهناك – نسخت نصّها وأحداثها من حيث وطأت أقدام من ظنّ نفسه يوماً فنّان فكان أشبه بقرصنة فنيّة بحت فاشلة.

وقد زادت النكبة الفنية وانفتحت نوافذها على مصراعيها عند مشاهدة إختيارات الملابس والوانها البشعة الّتي تذكّرنا بالخريف أو بأوحال الشتاء، ناهيك عن افتقادها للكي والترتيب.

وهنا لا بد من التذكير أنّ الجمهور ليس بغبي ولا بقطيع غنمٍ تبعيٍ فمن المعيب أن تعيدوا المسرح إلى ما قبل القرون الوسطى ولا نستطيع أن نفهم لزوم العبارات المشينة والمعيبة والسباب والّتي إن دلّت على شيءٍ فعلى مستوى متدنٍ وساقط للعمل ككل.

يُجتمعُ الناس حول فكرة أن ألجنس والكلمات البذيئة لم تضحك الناس أبداً ولم تكن يوماً من شيم المسرح وأدابه.

 وهنا نسألُ: كيف مرّ هكذا عمل سطحيّ تكثر فيه الشتائم على الأمن العام؟

شوّهت هذه الجريمة الفنيّة المسرح ككلّ ولم تسلمْ فيروز ولا قصائد جورج خبّاز ولا حتّى الأفكار والنصوص المنقولة من إجرامهم، فيد الإجرام لا تعرفُ كبيراً ولا تعترف بالمقامات ولا حتّى بالمُسلمات.

وهنا تجدرُ الإشارة إلى أن التمثيل المسرحيّ لا يأتِ برفع “التنورة” ولا حتى بالصراخ. فالممثل الحقيقيّ أعمق وأسمى من المستوى المتدنّي الّذي تقدّم في هذه الكارثة الخشبية.

هل سمعتم يوماً بعناصر المسرح الأساسية: التمثيل + إدارة الممثل – الكاتب – مخرج الحركة – سينغرافيا الى آخره…الأكيد أن الجواب سيكون سلبياً والمعنى في قلب الشاعر.

ومن جهةٍ أخرى من واجبنا أن ندعم المواهب الجديدة ولكن شرط أن تكون موجودة وحقيقيّة  فالمطلوب مواهب لتمثّلنا لا أن تمثّل علينا.

في الختام وباختصار شديد اللهجة، هذه النكبة الفنيّة تفتقد لا بل تخلو من حبكة واضحة – النصّ ركيك وساذج ويستخفّ بعقول الناس هذا فضلاً عن  التعابير الجنسية والسفاهة – الحركة المشهدية جدّ سيّئة – التمثيل حدّث ولا حرج، فالممثلون يتنافسون على الإبتذال في ما بينهم – لم يقدّم شيئاً العمل ولم يأخّر حتّى سوى بسجلّ مسرح بابل الّذي نكّس أعلامه .

وفي سياق منفصل، تبقى نصيحة الرأي العامهي الأهمّ، فيا أعزائي الهواة: حاربوا الجهل – توجّهوا الى المكتبات وافتحوا الكتب واقرأوا – تذوّقوا فنّ المسرح والأهمّ تعلّموا أدابه وتقنياته  من أساتذته ومؤسسيه قبل أن تدنّس اناملكم الهشّة سرّه المقدّس… فلكلّ مهنة أربابها – كيف إن كانت هذه المهنة أرقى الفنون: “فنّ المسرحيّ…
رجاءً أبعدوا أياديكم عن المسرح وتوقّفوا عن التعدّي على رقيّه وتقدّمه…

 ويبقى السؤال هل من يتحرّك ويحاسب؟ 

مجرّد سؤال

عن cmslgn

شاهد أيضاً

1BF11F2B-9809-4DBF-8226-B4C45B22070A

مجرد رأي- قناة ال lbci تتلاعب بنا كمشاهدين… فإلى متى؟

عادل سميا – اوائل نيوز  على ما يبدو ان قناة المؤسسة اللبنانية للارسال lbci المعروفة …