برعاية وزارة الثقافة، أقامت كليَّة العلوم الانسانيَّة – قسم العلوم السمعيَّة والبصريَّة في جامعة سيّدة اللويزة – زوق مصبح، مسرح بشارة الراعي، المهرجان الدولي للأفلام القصيرة،
NDU International Film Festival في دورته الثامنة عشرة تحت عنوان: “من الشباب إلى الإرث”، وذلك مساء الأحد 23 تشرين الثاني والذي سيمتد لغاية 28 تشرين الثاني 2025، في حضور سينمائيين، فنانين، ناقدين ومتخصصين من لبنان والعالم.
وقد تضمّن المهرجان حوالي 52 فيلمًا قصيرًا لبنانيًا ودوليًا من عشرة دول مختلفة.
حضر الإفتتاح المدير العام في وزارة الثقافة الدكتور علي الصمد، ممثّلًا معالي وزير الثقافة الدكتور غسّان سلامة، ضيفة الشرف الكاتبة اللبنانية نادين جابر، الأب بشارة الخوري رئيس جامعة سيدة اللويزة، الأب بيار غصوب نائب رئيس الجامعة للشؤون المالية، الأب وليد موسى مدير جامعة سيدة اللويزة-فرع الشوف، الأب فرانسوا عقل مدير جامعة سيدة اللويزة-فرع الشمال، الدكتور ميشال الحايك نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية، الدكتور نجيب متني نائب الرئيس لشؤون التطوير، الدكتور أنطوان فرحات مستشار الرئيس، الدكتورة ماريا بو زيد عميدة كلية العلوم الإنسانيَّة، الدكتور جوزف حسني رئيس قسم الإعلام في الجامعة، الأستاذ بيارو حداد مدير قسم العلوم السمعية والبصرية، الوزيرة السابقة الدكتورة مي شدياق، نقيب الممثلين المحترفين الممثل الأستاذ جورج شلهوب، نقيب ممثلي السينما، المسرح، التلفزيون والإذاعة في لبنان الممثل الأستاذ نعمة بدوي، إضافة الى وجوه إعلامية ونقابية، فنية وثقافية، ممثلي المسرح والسينما، إلى جانب أسرة الجامعة من أكاديميين وطلاب.
إستُهلّ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، من ثَّم كانت كلمة ترحيب ألقتها عريفة الحفل
الدكتورة مي عقل التي رحبت بالحضور في مهرجان السينما الدولي الثامن عشر للأفلام القصيرة، قائلة: ” إنّ مهرجان هذا العام، ، ليس مجرّد مفهوم إبداعي، بل هو إعلان. فالسينما تُحوّل القصص إلى ذاكرة، والصّور إلى شهادة، والموهبة إلى إرث. وهي تُحوّل الأصوات الفردية إلى فهمٍ جماعي. ونحن، كمعلمين وفنانين وشهود على المسار الثقافي المتغيّر في لبنان، نعلم أن التحوّل ليس رفاهية، بل ضرورة.”
وتابعت عقل: ” نجتمع الليلة أيضًا لتكريم نادين جابر، الكاتبة اللبنانية ومؤلفة السيناريو، التي لامست أعمالُها قلوب الجمهور في مختلف أنحاء المنطقة، وساهمت في تشكيل مسار السرد العربي المعاصر. إنّ كتابتها تذكّرنا بأن الفن ليس مجرّد مرآة تُرفَع أمام المجتمع، بل هو مصباحٌ يُضاء أمامه: يكشف، ويستفزّ، ويُنير.
لم يعد مهرجان جامعة سيدة اللويزة الدولي للأفلام مجرّد حدث سنوي، بل أصبح مؤسسة ثقافية راسخة في المشهد الفني اللبناني”.
وكانت كلمة لعميدة كلية العلوم الإنسانيَّة الدكتورة ماريا بو زيد قالت فيها:” جاء موضوع هذا العام “من الشباب إلى الإرث” ليكرّم مسارًا انطلق من البداية كبطاقة إبداعية شبابيَّة، ثمَّ ترسّخ تقليدًا يثري الحياة الثقافية في جامعتنا ومجتمعنا. فإنَّ بلوغ المهرجان عامه الثامن عشر محطة مفصليَّة لمسؤوليات أكبر، وآفاق أوسع، وإمكانات لا متناهية.”
وأكملت:” هذا المساء نحتفي بهذه المسيرة في هدف إعطاء صوتٍ للشباب ليكسروا الحدود، ويدافعوا عن التغيير الإيجابي بأعمق الحَقائق”.
وأضافت د. بو زيد:” إنَّ هذا المهرجان يؤكّد التزام جامعة سيّدة اللويزة بتجديد التواصل مع المجتمع عبر الفنون”، كما توَّجهت الى السيّدة نادين جابر، ضيفة شرف هذا العام قائلة: ” شكرًا لإبداعك الجريء، فأعمالكِ تذكّرنا بضرورة التَحرّك خارج الأطر المألوفة، وهو ما يحتاجه المشهد الدرامي اللبناني والعربي بشدَّة”.
بعد كلمة بوزيد، كان لرئيس جامعة سيدة اللويزة الأب بشارة الخوري كلمة جاء فيها:” مُنذُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، قَرَّرَتْ جَامِعَةُ سَيِّدَةِ اللَّوِيزِة أَنْ تَتَقَدَّمَ خُطْوَةً أَبْعَدَ مِمَّا يُعَدُّ عَمَلًا تَرْبَوِيًّا فَقَط، فَاقْتَحَمَتْ عَالَمَ الثَّقَافَةِ نَظَرِيًّا وَفَنِّيًّا. فَمِنْ هُنَاكَ، وُلِدَ مَهْرَجَانٌ سِينَمَائِيٌّ يُحَاكِي مُتَطَلَّبَاتِ العَصْرِ بِتِكْنُولُوجْيَاهُ وَإِبْدَاعِهِ. وَهَا نَحْنُ اليَوْمَ نَبْلُغُ السَّنَةَ الثَّامِنَةَ عَشْرَةَ، سِنَّ النُّضُوجِ، وَسِنَّ اتِّخَاذِ القَرَارِ، ثُمَّ سِنَّ المُجَازَفَةِ وَالتَّقَدُّمِ إِلَى مَا وَرَاءَ المَنْظُورِ. وَهُنَا، لَا بُدَّ مِنَ التَّوْقِفِ عِنْدَ عُنْوَانِ مَهْرَجَانِ هَذِهِ السَّنَةِ الَّذِي يُرَكِّزُ عَلَى قُوَّةِ الشَّبَابِ”.
وتابع الأب الرئيس: ” جَامِعَةُ سَيِّدَةِ اللَّوِيزِة، وانْطِلَاقًا مِن خِبْرَاتٍ رَاسِخَةٍ فِي عَالَمِ السِّينَمَا وَالإِبْدَاعِ وَالإِخْرَاجِ، وَبَعْدَ نَظَرَةٍ عَمِيقَةٍ إِلَى الوَرَاءِ، تَحَمَّلَتْ مَسْؤُولِيَّةً كُبْرَى مِنْ خِلَالِ اتِّفَاقِيَّةٍ مَعَ وَزَارَةِ الثَّقَافَةِ لِتَرْمِيمِ أَرْشِيفِ اسْتِدْيُو بَعْلَبَك، ذَلِكَ التُّرَاثِ السِّينَمَائِيِّ الرَّائِعِ الَّذِي صَنَعَ هُوِيَّةَ لُبْنَانَ الثَّقَافِيَّةَ وَالفَنِّيَّةَ وَالسِّينَمَائِيَّةَ. وَبِذَلِكَ، كَانَ لِمَشْرُوعِ التَّرْمِيمِ هَدَفٌ مُزْدَوَجٌ: الحِفَاظُ عَلَى الذَّاكِرَةِ الوَطَنِيَّةِ، وَالتَّوَجُّهُ نَحْوَ مُسْتَقْبَلٍ مُبْدِعٍ يُلَبِّي طُمُوحَ شَبَابِنَا. وَقَدْ يَحْسُنُ أَنْ نُطْلِقَ عَلَى هَذَا المَشْرُوعِ اسْمًا يَلِيقُ بِهِ: مَشْرُوعُ الحِفَاظِ عَلَى الذَّاكِرَةِ.
وبعد كلمة شكر لمعالي وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة والدكتور علي الصّمد، أكمل الأب الخوري: ” نَحْنُ نَمُرُّ فِي بِلَادِنَا بِأَزَمَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ: أَمْنِيَّةٍ، مَادِّيَّةٍ، ثَقَافِيَّةٍ وَاجْتِمَاعِيَّةٍ. وَيُطْرَحُ السُّؤَالُ: لِمَاذَا مَهْرَجَانٌ سِينَمَائِيٌّ فِي ظِلِّ هَذِهِ الأَزَمَاتِ؟ والجَوَابُ وَاضِحٌ: لِأَنَّ لِلسِّينَمَا وَالإِبْدَاعِ رِسَالَتَيْنِ مُتَلَازِمَتَيْنِ: النَّظَرُ إِلَى المَاضِي لِلتَّعَلُّمِ، وَبِنَاءُ المُسْتَقْبَلِ بِوَعْيٍ وَإِصْرَارٍ. فَنَحْنُ نُرِيدُ وَطَنًا لَا يُبْنَى عَلَى الصَّفَقَاتِ، بَلْ عَلَى المَسْؤُولِيَّةِ. إِذًا، لَيْسَتِ السِّينَمَا وَقْتًا ضَائِعًا، بَلْ هِيَ وَاقِعٌ مُجَسَّدٌ بِفَنٍّ وَإِبْدَاعٍ.
وَلَعَلَّهَا اليَوْمَ، وَفِي احْتِفَالِنَا بِـ قُوَّةِ الشَّبَابِ، تُصْبِحُ الحَقِيقَةَ الَّتِي تَعْكِسُ طُمُوحَنَا”.
وختم الأب الرئيس مُرَحّباً بضيفة الشرف الأستاذة نادين جابر وَالتي هِيَ كَاتِبَةٌ حُرَّةٌ تَتَمَيَّزُ بِجُرْأَةِ الطَّرْحِ وَتَسْلِيطِ الضَّوْءِ عَلَى الوَاقِعِ، وَتَدْعُو دَائِمًا إِلَى فُرَصٍ جَدِيدَةٍ لِلأَقْلَامِ الشَّابَّةِ، وقال: لَا يَسَعُنِي إِلَّا شُكْرُ كُلِّ مَنْ سَاهَمَ وَيُسَاهِمُ فِي نَشْرِ التَّرْبِيَةِ وَالثَّقَافَةِ، وَعَلَى رَأْسِهِمْ وَزَارَةُ الثَّقَافَةِ، والنقابات الحاضرة فيما بيننا على الرسالة التي يحافظون عليها رغم كلّ التحديات والمصاعب كما للتَّعَاوُنِ مَعَ جَامِعَةِ سَيِّدَةِ اللَّوِيزة لِنَكُونَ يَدًا وَاحِدَةً فِي نَشْرِ ثَقَافَةِ الجَمَالِ وَالإِبْدَاعِ وَبِنَاءِ الأَوْطَانِ.
وأشكر أيضاً من القلب فريقَ العمل الذي أعدّ هذه الإحتفاليّة بدءً بكليّة الإنسانيّات وعلى رأسها العميدة الدكتورة ماريا بو زيد، ومدير قسم العلوم السمعية والبصرية في الجامعة الأستاذ بيارو حداد وفريق عملِه الذين شكّلوا طيلة الفترة الماضية خليةَ نحلٍ نفتخرُ بنتاجها”.
بعدها كلمة الأب الخوري، تحدث الدكتور علي الصمد، المدير العام في وزارة الثقافة قائلا:” في الحقيقة، لا أحد يُشبه لبنان كما تُشبهونه أنتم، ولا أحد يعرف هذا الوطن كما تعرفونه أنتم، ولا أحد يعبّر عن بيئته بصدق وعمق كما تفعلون أنتم. ولا أحد يدرك قصص اللبنانيين، وهمومهم، وخوفهم، كما يدرك أفراحهم وأحلامهم مثلما تفعلونه أنتم، صُنّاع السينما. ولأنكم صانعو سينما حقيقيون، مبدعون، متميّزون، واستثنائيون، فقد أثبتم أن السينما اللبنانية هي الأقوى، وأنها رغم صعوبتها هي أرضكم الطبيعية. فكما أنّ الإنسان ابن بيئته، كذلك هي السينما انعكاسٌ دقيقٌ لهذه البيئة”.
وأكمل الدكتور الصمد:” قبل أن أتولى منصبي في وزارة الثقافة، كان سؤال دائم يشغلني: لماذا تتناول السينما اللبنانية والمسلسلات اللبنانية غالبًا مواضيع الحرب؟
مع أنني نشأت في زمن الحرب، كما نشأ معظمكم، إلا أن هذا السؤال كان يراودني دائماً. وأدركت لاحقًا أن الجواب بسيط: لأننا أبناء هذا الواقع.
فمنذ ما يقارب الأربعين أو الخمسين عامًا، تتوالى الحروب والأزمات، ولم ننعم بالسلام ولا بالطمأنينة لفترات طويلة. ولهذا، فإن السينمائيين هم أكثر الناس ارتباطًا ببيئتهم وانعكاسًا لوجدان مجتمعهم”.
ثم أنهى المدير العام مداخلته وقال: ” نحن، في هذا الاحتفال، لا يمكن أن ننفصل عمّا يجري خارج هذه الجدران، لأن قوة الإبداع تكمن في صدق الارتباط بالقضايا التي نعيشها، وفي الوعي العميق لكل ما يواجهه مجتمعنا.
من هنا يبدأ الإبداع، ومن هنا يبدأ الابتكار، ومن هنا يولد النجاح.
وتحدث الدكتور الصّمد عن أهمية الشراكة بين جامعة سيدة اللويزة ووزارة الثقافة لحفظ الذاكرة، وأشار إلى أن هذا المهرجان أصبح اليوم مؤسسة حقيقية لإنتاج السينما.
وبدوره شكر الأستاذ بيارو حداد مدير قسم العلوم السمعية والبصرية في الجامعة، كل القيمين على إنجاح هذا الحفل، مؤكدًا أنَّ جهودهم سَاهمت بشكل كبير في إبراز جَمال الوطن من خلال الفنون والثقافة.
وأضاف حداد:” أنَّ هذا المهرجان يعكس التفاني في دعم المواهب المحليَّة وتشجيع الإبداع الفني، مشددًا على أنَّ مثل هذه المبادرات تعزز الانتماء الوطني وتترك أثرًا إيجابيًا دائمًا في المجتمع”.
كما دعا حداد إلى استمرار تنظيم الفعاليات الفنيَّة التي تبرز الثقافة اللبنانيَّة وتفتح آفاقًا جديدة للشباب والمبدعين.
وفي هذا السياق، أفاد المدير الفني للمهرجان جورج طربيه بأنَّ العمل جارٍ على إبرام اتفاقات دوليَّة مع مهرجانات خارجيَّة وموزّعين أجانب، لدعم الأفلام الفائزة، ولا سيّما تلك التي يقدّمها الشباب اللبناني، لتعزيز حضورها في الساحة العالميَّة.” كما نوّه بأنّ هذا المهرجان يقدّم محاضرات مجانية لكافة طلاب الجامعات اللبنانية، في هدف إثراء معرفتهم الفنية وتعزيز مشاركتهم في النشاطات السينمائية.”
من ثمَّ قدّمت الممثلة جوليا قصار، برفقة الناقد السينمائي الأستاذ أميل شاهين، درعًا تكريميًا للكاتبة نادين جابر، منوّهة بما حقّقته من إنجازات في مسيرتها المهنية، قائلة: ” مكرَّمتنا هذا المساء، قصّتها مع النجاح استثنائية. ففي أحد عشر عامًا فقط، استطاعت نادين جابر أن تحجز مكانها بين كبار كُتّاب الدراما التلفزيونية في لبنان والعالم العربي. وأصبح اسمها عنوانًا للتميّز والإبداع.
لقد سلطت الضوء على قضايا حسّاسة في مجتمعاتنا، كما كسرت الصورة النمطية لعلاقة الرجل بالمرأة التي نراها غالباً على الشاشة الصغيرة”.
ثم أنهت قصّار كلمتها: ” لقد استطاعت نادين أن تدخل قلوب الناس من دون استئذان، وحصدت جوائز وتقديرات في مهرجانات عديدة.
وها هي اليوم تنضمّ إلى قائمة المبدعين في جامعة سيّدة اللويزة، لأنها مصدر إلهام وقوّة ودافع لشباب اليوم، ومثال حيّ على أنّ الإبداع لا يرتبط بعدد السنين”.
من جهتها، توجّهت الكاتبة نادين جابر بالشكر إلى الجامعة على هذا التكريم، قائلة:
“استذكرتُ مشاركتي كطالبة في الدورة الثالثة من هذا المهرجان حين قدّمتُ فيلمًا من عملي، وها أنا اليوم أعود في دورته الثامنة عشر مكرَّمة”.
وتابعت جابر: “لقد شكّل المهرجان منصة فريدة لتبادل الخبرات والتجارب بين صُنّاع السينما الشباب، مما يعزز التواصل الثقافي. كما يذكّرنا بأهمية الاستمرار في تطوير المواهب ودعم الإنتاج الفني المحلي”.
تجدر الإشارة الى أنَّ لجنة التحكيم تتألف من الناقد السينمائي أميل شاهين رئيسًا، والممثلتين تقلا شمعون وريتا حايك، والممثل فادي ابي سمرا والمخرج ايلي سمعان والفنان التشكيلي ابراهيم سماحة، وسيتضمن المهرجان مجموعة محاضرات وحلقات حوارية تتمحور حول السينما، كما سوف يُختتم هذا المهرجان بتوزيع الجوائز وذلك يوم الجمعة 28 تشرين الثاني 2025.
Awael News Magazine رئيس التحرير: عادل سميا
