في عالمٍ تتسارع فيه التطوّرات الاقتصادية وتتبدّل فيه الاتجاهات الاستثمارية تلمع ميرنا البنّا، المستشارة المالية الحاصلة على شهادتَي CFA وMBA وهي حاليا طالبة دكتوراه في ادارة الاعمال (DBA Candidate)، التي تُعنى بتقديم نصائح مالية واستثمارية عملية بلغة سلسة وواضحة.
تعمل ميرنا كمستشارة مالية في Deloitte. كما إنها مدرّبة (Trainer & Coach)، وتقدّم حلولاً تساعد الأفراد والشركات على تحقيق أهدافهم المالية وفتح آفاق جديدة للنجاح والاستقلالية الاقتصادية.
في هذا الحوار، تتحدّث ميرنا البنّا عن الارتفاع الملحوظ في أسعار الذهب، وتشارك رؤيتها حول مستقبل الدولار، وأهمية الادخار، والتخطيط المالي المبكر، كما تقدّم نصائح عملية لكل من يسعى لبناء استقرار مالي في زمن الأزمات.
– نشهد ارتفاعاً كبيراً في أسعار الذهب في الفترة الأخيرة، ما العوامل التي تؤثّر على هذا الارتفاع؟ وهل من الممكن أن نشهد انخفاضاً كبيراً في المستقبل؟
إن العوامل التي تؤثّر على أسعار الذهب هي بالدرجة الأولى عوامل عالمية. أوّلها التضخّم، فكلّما ارتفع التضخّم، يلجأ الناس إلى الذهب كملاذ آمن للحفاظ على قيمة أموالهم.
العامل الثاني هو أسعار الفوائد، فعندما تكون الفوائد منخفضة كما هو الحال اليوم في الولايات المتحدة، ومع التوجّه الذي يقوده الرئيس ترامب لخفض الفائدة، يزداد الطلب على الذهب. أمّا العامل الثالث فهو الأزمات السياسية والاقتصادية، إذ إنّ أيّ حالة عدم استقرار في العالم تدفع المستثمرين نحو الذهب كأصل آمن.
ولا يمكن إغفال دور البنوك المركزية الكبرى التي تشتري الذهب وتدعم احتياطاتها به، ما يرفع الطلب العالمي عليه.
أمّا بالنسبة لاحتمال انخفاض الأسعار، فذلك ممكن إذا شهدنا استقراراً اقتصادياً عالمياً وتراجعاً في التضخّم مع ارتفاع تدريجي في الفوائد، لكن الذهب سيبقى دوماً الملاذ الآمن في أوقات الأزمات، وقد ينخفض تدريجياً إنما من المستبعد أن نشهد انهيار في الاسعار في ظل الاوضاع العالمية الحالية.
– هل تنصحين الأفراد بالاستثمار في الذهب حالياً؟
يعتمد هذا الأمر على أهداف الشخص نفسه. إذا كان الهدف الحماية من التضخّم وتأمين استثمار طويل الأمد، فالذهب يبقى خياراً جيداً.
أمّا من يملك مبلغاً صغيراً ويريد عائداً مرتفعاً على المدى القصير، فهناك خيارات استثمارية أفضل مثل الأسهم أو صناديق الاستثمار..
نصيحتي الدائمة هي تنويع الاستثمارات: لا تضعوا كل أموالكم في الذهب، بل خصّصوا جزءاً منه، ووزّعوا الباقي في استثمارات مختلفة لضمان توازن واستقرار أكبر.
– برأيكِ، ما سبب تردّد بعض الناس بين الادخار من جهة والإنفاق من جهة أخرى؟
إن الأمر مرتبط في الأساس بالسلوك النفسي للفرد.
فالإنسان بطبيعته يحبّ المكافأة الفورية، فيميل إلى الإنفاق ليشعر بالسعادة اللحظية، ويؤجّل التفكير بالمستقبل. لكن في الظروف الاقتصادية الحالية، ومع تراجع القطاع المصرفي في لبنان وغياب القروض وفرص الاستثمار، يشعر كثيرون أنّ الادخار بلا جدوى لأنّ دخلهم محدود. من هنا، أنصح كل شخص بـ تثقيف نفسه مالياً، لأنّ الادخار حتى بمبالغ بسيطة يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً على المدى الطويل إذا تمّ تنظيمه واستثماره بذكاء.
– إلى أي مدى يعتبر التخطيط المالي والاستثماري المبكر أمراً ضرورياً؟ وما رؤيتكِ لمستقبل الدولار في السنوات المقبلة؟
التخطيط المالي المبكر هو الأساس لكل نجاح مالي.
فكلّما بدأ الفرد بالاستثمار في سنّ أصغر، كان العائد أعلى بمرور الوقت.
من يبدأ في العشرينات مثلاً يملك فرصاً أكبر لتكوين ثروة مقارنة بمن يبدأ في الثلاثين أو الأربعين بسبب عامل الوقت.
أمّا بالنسبة إلى الدولار، فأعتقد أنه سيبقى العملة المرجعية العالمية في المستقبل المنظور، رغم وجود تحوّلات اقتصادية مثل صعود العملات الرقمية وعلى رأسها البيتكوين.
لكن حتى اليوم، يظلّ الدولار هو الأساس الذي تُقاس عليه باقي العملات.
– ماذا تنصحين الأشخاص الذين ما زالت أموالهم محتجزة في المصارف؟ وهل برأيكِ هناك احتمال أن يستعيدوا هذه الودائع يوماً ما؟
الوضع المصرفي في لبنان معقَّد للغاية، ومن الصعب أن نكون متفائلين في المدى القريب.
برأيي، يجب على الأفراد تنويع مصادر دخلهم وألا يعتمدوا فقط على استرجاع ودائعهم.
قد يدفعهم هذا الواقع إلى استخدام بعض أموالهم عبر الشيكات المصرفية، إذا كانت البنوك تسمح بعد بذلك، لإستثمارها في العقارات أو المشاريع الإنتاجية بما يحقق عائداً أفضل ويحمي جزءًا من رأس المال.
أما عن استعادة الودائع بالكامل، فأرى أن الاحتمال ضعيف ما لم تُطرح خطة إصلاح حقيقية من قبل الدولة، وقد نشهد في أفضل الأحوال تسويات جزئية أو ما يُعرف بـ(Haircuts)، لكن استرداد الأموال كاملة يبقى احتمالاً بعيداً في الوقت الحالي.
الرئيسية / أخبار منوعة / المستشارة المالية ميرنا البنّا: الادخار الواعي هو بداية الاستثمار الحقيقي..وهذا ما كشفته عن الذهب والودائع!
شاهد أيضاً
نجمة سوبر ستار ميراي دهب تأسر القلوب بـ«جايب سيرتي»…أغنية تفوق التوقعات!
أطلقت الفنانة ميراي دهب أغنيتها الجديدة «جايب سيرتي»، بعد أكثر من سنتين من التحضير الدقيق …