ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بمقطع فيديو للفنانة الكبيرة ماجدة الرومي ظهرت فيه خلال تقديمها واجب العزاء للسيدة فيروز برحيل نجلها زياد الرحباني، وهي تنحني وتجلس على ركبتيها أمامها وتقبل يديها. لحظة إنسانية مؤثرة تحوّلت للأسف لمادة انتقاد وسخرية من قبل البعض، اعتبروا أن ماجدة “ركعت”، متناسين رمزية الموقف وقدسيّته.
لكن لمن لم يفهم، أو لا يريد أن يفهم: ماجدة الرومي لم تركع، بل وقفت في حضرة الفن، والمجد، والأمومة الموجوعة. انحنت أمام وجع أم فقدت ابنها، وأمام أسطورة حيّة اسمها فيروز، لا تُقاس بمقاييس العاديين، بل بمقاييس الخلود.
ما فعلته ماجدة لا ينتقص منها، بل يعكس سموها الإنساني والفني، وتربيتها النخبوية في حضن الكبار. هي التي غنّت للبنان والمجد والعزّة، تعرف كيف تُعبّر بالصمت أكثر من الكلام، وتعرف متى يصبح الانحناء موقفاً لا ضعفاً.
لذلك، إلى من تجرّأ على انتقادها نقول: “انضبّوا”. ارتقوا بفهمكم. فهناك لحظات لا تُحلّل، بل تُقدّس وماجدة الرومي لم تُهِن نفسها، بل شرّفت الفن، ورفعت رأس من يعرف قيمة فيروز، وقيمة الوفاء