تواصل النجمة اللبنانية إليسا تقديم حلقاتها الأسبوعية عبر أحد التطبيقات الإلكترونية الموسيقية، anghami والتي تروي من خلالها سيرتها الذاتية صوتياً لتصبح أول فنانة عربية تنتهج ذلك، وهو ما حقق لها عدداً من الأهداف لا يمكن إغفالها، اهمها هدف معنوي كبير بحيث حققت تلك الحلقات التي تستمر وفقاً لتعاقدها منذ العاشر من فبراير الماضي مع تطبيق أنغامي، لمدة أثنا عشر أسبوعاً أو ثلاثة أشهر نسبة استماع عالية، حتى إنها تعد الأكثر إقبالاً بين منافسيها خاصة في حلقاتها الأولى، على الرغم من أن برنامجها الذي يحمل عنوان «هيدي أنا» ليس غناء، وهو ما راهنت عليه إدارة التطبيق عند عرضها تلك الفكرة
كما أن قرار تقديم السيرة الذاتية في تلك المرحلة العمرية جعل اليسا محط انظار الجميع تواجدها أسبوعياً فى ظرف استثنائي أعطى مساحة أكبر للتفاعل الإلكتروني عن أى فترة سابقة، وهو أحد الإنجازات التي حققتها من تلك الخطوة باستغلال أكبر المواسم ازدهاراً للاستماع عبر تطبيقات إلكترونية، ويكافئ تماماً الأفلام والمسلسلات التي تعرضها المنصات، فالحفلات قليلة والجمهور بنصف طاقته، والخوف من التجمعات يهيمن على الجميع.
قدمت إليسا مجموعة حلقات تشارك من خلالها قصصاً عن حياتها وتجاربها، عن ماضيها وحاضرها، إضافة إلى تفاصيل حول مسيرتها الفنية، ويتضمن 12 حلقة تبث واحدة كل أربعاء، تروي إليسا في هذه الحلقات ذكريات الطفولة والكثير عن صداقاتها وعلاقاتها الإنسانية، إضافة إلى التحديات التي واجهتها خلال رحلتها الغنائية، كما تبوح بأمور لم يسمعها الناس من قبل، وتشارك جمهورها أفكارها وآراءها حول مواضيع محددة بهدف تحفيز المستمعين وإلهامهم، انطلاقاً من تجاربها الشخصية، وترى إليسا وفقاً لتصريحاتها أن التجربة تمنحها الفرصة للتواصل مع الناس بشكل أكبر، في هذا الزمن الذي فرض علينا العزلة والتباعد الاجتماعي.
اتخذت أولى خطواتها نحو كشف الستار عن حياتها الشخصية، وأحداث ووقائع مرت بها خلال تاريخها الفني، باستعمال صوتها على عكس الفنانين الذين فضلّوا تسجيل سيرتهم الذاتية عبر كتب وأعمال فنية سينمائية ودرامية، لذا مالت إلى إطلاق «بودكاست» يكشف جوانب لم يعرف عنها الجمهور على الإطلاق، ومن أبرز ما جاء في حديثها أنها نشأت في مدرسة داخلية متشددة، والتي انعكست بدايتها القاسية على شخصيتها، فباتت إنسانة لا تخشى التحدث بصراحة وصدق دون خوف من الآخرين وأحكامهم على شخصيتها، تعرضت إلى موقف حاسم بطفولتها، علمها درساً ظل راسخاً بذهنها طوال سنوات، حيث وقعت في يد معلمتها، وكان عليها أن تخبرها بخطئها بصراحة بدلاً من إخفاء الحقيقة، وبمجرد اعترافها بالخطأ لم تعاقبها واحترمت كلماتها بصراحة، وهو الدرس الذي لم تنساه إليسا، لم تتعرض إلى القمع والقهر فى طفولتها، فكان والدها يسمح لها بالتعبير عن رأيها، محاولاً تربيتها باستعمال طريقة إعادة التوجيه وليست الشدة.
وأنها نالت لقب ملكة الإحساس، لأنها استطاعت توظيف مشاعرها عندما نضجت، وأنها من أبرز الفنانات اللاتى تعرضن للهجوم، وتحديداً بعد إطلاقها أغنية «بدى دوب» عام 1999، لكنها احترمت حدود حريتها ولا تتخطاها، كما تحدثت عن الصحة النفسية قائلة: من الأشياء غير المعروفة عني والتي لم أتكلم عنها سابقا هي زيارتي لطبيب نفسي منذ 15 سنة، ساعدت نفسي كثيراً من خلال هذه الطريقة وبات لدي استقرار ذهني وتوازن نفسي وجعلني هذا الأمر أواجه الكثير من الأمور التي تقف عقبة في طريقي، ومن الضروري أن يبدأ كل شخص منا بأخذ موضوع الصحة النفسية بعين الاعتبار لأنه موضوع يمكن أن يغير حياتنا».
وفي حلقة أخرى طرحت موضوع التنمر قائلة: «واجهت هجومً وتنمرً كبيرً، بس لإني كنت بزور طبيباً نفسىاً هالشى ساعدنى إنى أواجه هالتنمر ويوم بعد يوم يصير عندي مناعة ضده الكلام الجارح والقاسي اللي تعرضتله، يعني أنا تعرضت لتنمر على شخصي وشكلي وآرائي الجريئة يللي أنا بطرحها، لليوم بعد في ناس بيسموني إم الشرشف، في ناس عطيوني هاللقب وبعدن بيتنمر على، بس هون بحب أكد هالشي ما أثر على أبداً، الانتقاد البناء شىء والانتقاد الجارح شي تاني، آثار التنمر خطيرة كتير، الشخص اللي بيتنمر بيعاني من مرض نفسى، يعنى أنا حدا ممكن يتمسخر على تمى «فمها»، يا حبيبي أنا بنت تعبت على حالي ووصلت ليه أنت ما بتشتغل على حالك لتحقق ذاتك وتنجح، وعلاج التنمر بيتطلب حلاً جذرياً بيبلش من البيت. وفي حلقة تالية قالت: «بحكم إني فنانة محترفة أسعى أن أختار الأغانى الأجمل لأقدمها ولا مرة أربطها بحالتي النفسية، وفي أغاني عندما أسمعها هى تطلب منى أن أغنيها وهى تختارنى وفى أغان عندما سمعتها كانت عم تمثل تجربة عم عيشها، وأعطتني سببًا إضافيًا لأختارها في ألبومي»، وأشارت إلى أنها من النوع الذي يختار الكلام الملحن كي يصل لها الإحساس كاملاً من اللحن والكلام، وبدأت أسمع أغنيات وأغنيها بالفطرة، مثلاً أغنية «بدي دوب» لم تكن أول أغنية عرضت على، بل عرض على أغني بعنوان «أسمع خطوة راجل قادم»، لم أشعر وقتها أنها تشبهني، ولغاية ما سمعت «بدي دوب» وقلت له هيدى هيى وهكذا كانت بداياتى».