ليس كل حضور وُجِد ليستمر وما أصعب من النجاح إلا الإستمرارية فيه والحفاظ عليه مطوّلاً.
أدهم نابلسي فنان راقي في غيابه كما في حضوره،إطلالاته لم تطغى على مضمون مساره الفني بل تناسقت معه ومع أهدافه المميزة ، تميز يليق بنجمٍ يعلم جيداً أن تسلق سلّم النجاح مهمّة مستحيلة لمن يضع يديه في جيبه فأظهر علو ساعده، اختلاف فِكره ورؤيته الفنية ،اجتهاده المستمر وانتقائيته من خلال العديد من الأعمال التي حاكت مشاعر القلوب بدقةٍ و لازالت تحصد الأرقام وكأنها وليدة اليوم وإن مضى على ميلادها سنوات عدّة.
نابلسي أبان على أنه حالة فنية خاصة جمعت بين الكتابة ،التوزيع التلحين والغناء واستطاع حصد العلامة الكاملة للمربّع الذهبي فما كان للأرقام إلا أن تعانقه لتَبصُم على نجاحِ آخر ينضم الى قائمته “خايف”.
وبهذه المناسبة كان لنا حوار معه وأجابنا عن الاسئلة التالية:
طرحت مؤخرا فيديو كليب “خايف” الذي يشهد نجاحا وانتشارا واسعا،حدثنا عن هذا العمل وعن موضوعه
كل شخص يشعر بهذا الإحساس، إحساس الخوف من فقدان مَن يحبّ، أمام الزوج لزوجته، أو الأهل لأولادهم، أو العكس، حتى بين الأصدقاء والأشخاص المقرّبين، الذين نحب، نخاف أن نخسرهم. وهذا دليل على أن في قلب هذا الشخص حبّ كبير وعميق للشخص الآخر.
كيف استقبلت ردود فعل الناس حول العمل؟وكيف تتعامل مع الإنتقادات إن وجدت؟
ردود الفعل فاقت توقعاتي، فعندما أطرح عملاً جديداً، أكون دائم الترقّب لردّة فعل الناس، وهم دائماً يُشعرونني بحبّهم للأغنية ولي، وهذا يملأ قلبي فرحاً وامتناناً، ويُشعرني بمسؤوليّة أكبر لتحدّي نفسي وتقديم الأفضل.
النقد، وخصوصاً البنّاء منه يحثّني على تحدٍّ أكبر ، وربما على تطوير أو تحسين ما يمكن تحسينه.
رغم كل صعوبات سنة 2020 إلا أنها كانت سنة أدهم نابلسي بامتياز ،إذ أصدرت عددا مهما من الاغاني سنجل،لماذا تعتمد سياسة الأغاني المنفردة وماذا يميزها عن الألبوم؟
على الرغم من كل ما يحيط بنا، والوضع الصعب الذي يمرّ به الجميع في كل العالم، قرّرت أن أعوض على الناس، بطريقتي، من خلال إهدائهم أعمالاً جميلة، تبعث في نفوسهم ولو القليل من الفرح، والحبّ.
من ناحية أخرى، إنتقاء الأغاني المناسبة وتصوير الكليب، هو نتيجة عمل دؤوب يتطلّب الكثير من الوقت والانتباه والدّقة، لذلك، وحتى الآن، السياسة المتّبعة هي الأغنية المنفردة، خصوصاً أن هذا يُعطيها حقّها، ولكن هذا لا يعني أن هذه السياسة ستكون مُعتمدة دائماً، فقد أُفاجئكم بألبوم يوماً ما!
اتبعت أسلوب التنويع والتجديد وشاهدناك بأكثر من موضوع ولهجة،أي لهجة وجدت ذاتك بها أكثر وتعتبر نفسك مستعدا لإعادة تجربتها؟
صحيح، فأنا أحببت أن أغني بأكثر من لهجة، وإن شاء لله أغنّي بكلّ اللهجات. الأمر مرتبط بشكل أساسي بأن أُوَفّق بالأغنية المناسبة. أما اللهجة التي سأعاود تقديمها، فهي المصريّة، لأنني لطالما أردت طرح عملٍ باللهجة المصريّة، ولما حصل، كانت ردود الفعل أكثر من رائعة، وأشعرني الجمهور المصريّ، الذوّيق بحبّه لأغنية “حان الآن”، وهذا طبعاً شرف لي.
جمهورك استمتع بأعمالك من جهة وحرم من الحفلات من جهة ثانية،ألم تفكر بخوض تجربة الحفلات أون لاين؟
قد أكون من أول الأشخاص الذين فكّروا بالحفلات،أون لاين، ولكن كانت دائماً تنقص الفكرة، التي تُلهب إحساس الناس وتشعرني بحماستهم، وهذا ما يعطيني فرحاً كبيراً. قد أخوض هذه التجربة يوماً، ولكن بطريقة مميّزة ومبتكرة.
فنان انتقائي كأدهم نابلسي ،أكيد أنه لا يعرف للراحة سبيلاً ودائم البحث والتنقيب عن كل ما هو مميز،فماهي مشاريعك القادمة؟
كما مشاريعي السابقة، فالقادمة مفاجئة. وإن شاء الله يكون كل عمل أفضل من الذي سبقه، لأن كل واحد فيه كمٌّ هائل من الحب.
بعد أكثر من سبع سنوات بالفن ،كيف ترى هذا الميدان ولو عاد بك الزمن هل كنت لتسلك نفس النهج؟والشهرة بالنسبة لك نور ام نار؟
لا يحصل إلا ما قدّر ربّنا لنا. أنا، والحمدللّه راضٍ عن كل ما حصل معي. أما الشّهرة فهي نار ونور في آن معاً. بالنّسبة لي، ربّما تكون ناراً، أكثر مما هي نورٌ، ولكن هذه هي ضريبة الشّهرة. وأتمنّى أن أنجح دائماً بتقديم الأفضل.
أحلام الإدريسي