وأيّ قضية ارادت أن تتحقق وما كنتَ أنت من روادها؟، وأيّ ابداع أراد أن يتجسّد ولم يكلفك الفن بدور تبشيره؟، وأيّ مسرح أراد أن ينهض ولم تطلب خشباته أقدامك، وأضوائه حركاتك، وأدواره تكاوينك؟…
يوسف الخال لم تفاجئني…
ليلة أمس على مسرح ” حركة ٦ ايار ” لم تفاجئني…
لم يفاجئني نجاحك، ولا حتى ابداعك، ولا حتى قوتك… لم نعد نتفاجئ بالنجاح معك، لا بل أصبح النجاح حليف اسمك، وكأنّ شيء نكفلُهُ بوجودك. لم نعد نذهب الى ادوارك ونسأل اذا النجاح او موجود او لا، بل نذهب لنرى كيف ستلعب النجاح في ادوارك…
أمس، من اماكننا تسمّرنا امام النجاح، عيوننا شاخصة الى الرئيس، الاب، الستينيّ، حامل هموم الوطن والقضية على كتفيه، وكأنك انت ” بي الكل”، حتى انك نقلتنا بروحنا معك من مقاعدنا الى مسرحك لندخل الى عمق دورك، فعجنتنا بالقضية، فأصبحنا ابناء القضية…
وحتى ” روكز” وحركاته الشعبية ولفظته الجبليّة، ممكن الجميع تفاجئ بالدور الكوميدي، وكنا قد اعتدنا عليك بالادوار التراجيدية، ولكن على الاكيد لم يفاجئني نجاح روكز، بل شهدتُ عليه، لأن كل نص اصبح مطواع امام موهبتك.
لا لم يفاجئني نجاحك، لأنني أصبحت واثقة أن منذ بدايتك كنت تدرس خطواتك لتخطو نحو النجاح، اما اليوم فصار النجاح يخطو خطواته الى جانب خطواتك…
ولكن، أليس لهذا النجاح الذي أصبح اعتياديّ من مصدر ؟ كيف لا؟ أليس مصدره، أمك التي ربّتك على الابداع ورافقتك بدعواتها المستمرة؟ أليس مصدره مريم العذراء ” أم المبدعين الفنانين والاعلاميين” التي تغمرك بوشاح نعمتها؟ أليس مصدره الله المبدع الاول الذي كلّفك بإستمرارية ابداعه بوهبه لك مواهب ونعم؟… هذه المصادر هي سر نجاحك الى جانب تعبك…
يوسف الخال لم يعد يفاجئني نجاحك … لأنك أصبحت النجاح …