أهلاً وسهلاً بكم في بيت مريم سيدة النجاة وأم المبدعين ولما كنا قد كرّسنا معًا في العام الماضي شخص أمنا مريم العذراء كأمٍ للمبدعين الفنيين والإعلاميين، أحببنا أن نجدد اللقاء حول مريم لتجديد التضامن والتشارك بين الصلاة والفن، بين التأمل والابداع، بين الخدمة والتضحية، بين الرسالة والعمل… مع مريم وأمامها نجدد معًا ثقتنا بالله واهب المواهب والنِعم. مريم هي مثال لنا وقدوة، وهي ايضًا صورة عن إنسانيتنا، صورة عن الموهبة الإلهية … في هذا العيد خذوها لكم قدوة وشفيعة وأم، ومعها تسعوا الى الانتقال من عبودية الخطيئة الى حالة النعمة، من عالم الفساد والفناء الى عالم النور، هي تساعدكم على الانتقال من الأنانية وحب الذات الى روح الانفتاح والشراكة، ومن عالم المادة والوجود التافه الى المعنى الحقيقي بالاتحاد في سر ابنها واهبكم المواهب لتكونوا صورة واستمرارية لإبداعه المطلق… لستم بحاجة إلى أن نذكركم، بأن الفن رسالة أخلاقية وإنسانية، وليس مجرد وسيلة للترفيه أو التسلية . وأن الاعلام والصحافة رسالة وطنية وإنسانية، مسؤولين إجتماعياً وفكريًا عن الرأي العام ويحترمون مسوؤلياتهم إزاءه وحقوقه ومصالحه، مبتعدين عن الحض على الكراهية القومية أو العرقية أو الدينية وعدم نشر الموضوعات الخليعة التي تسيء إلى عامة الشعب، بل هم ملتزمون بالقيم الثقافية المقبولة لدى المجتمع. نعم نحن نقدر الفن وأهله، وأنتم ينبغي عليكم أيضا أن تقدروا مدى أهمية عملكم ودوركم في مجتمعنا، وأن تحموه أنتم بأنفسكم، من خلال التزامكم بأخلاقيات دينكم ومجتمعكم وتربيتكم… واليوم في عيد أم المبدعين نجدد لكم دعمنا المعنويّ والروحيّ لكم، ويبقى ديرنا واحة صلاة وتأمل وراحة، تقرعون بابه متى أحتجتم، ومريم أم المبدعين التي تعرف كل وجعكم وقلقكم وآلامكم تنتظركم ، ساهرة عليكم هي الام الحنونة التي عرفت الابداع ذاته، والتي شاركت بإبداع خلاص الخليقة يوم قالت ” نعم”… نعم مريم في انتظاركم، التجأوا اليها لن تعيدكم خائبين، هي أم الرجاء والأمل، هي الابداع… أعيدوا التذكار كل سنة في ٢ ايار ليصبح هذا اليوم يوم عيدكم وعيد أمكم أم المبدعين… واسمحوا لي أن أزيد على ترحيبي بكم، شكرٌ كبير وامتنان خاص للكبير الفنان عمر ميقاتي، الذي وهبنا ثروة فكرية وفنية وثقافية، مكتبة والده الراحل الكبير الاستاذ نزار ميقاتي، مكتبة تحتوي على اكثر من ٨٠٠ كتاب وكل مخطوطات يد الاستاذ نزار من اعمال مسرحية واذاعية. استاذ عمر شكر كبير لكم مني ومن جمهور راهبات هذا الدير المبارك، ونعدك أن نحافظ على هذه الامانة ومن بعدنا اجيالنا، ونسأل الله الرحمة لوالدك الراحل الكبير، وأن يسكنه فسيح جنّاته بين الأبرار والصديقين… أدامكم الله جميعًا بمواهبكم وعطائكم، وكافأكم على كل أتعابكم وأعمالكن بالنجاح والاستمرارية… اهلاً وسهلاً بكم.
هذا وكان هناك ٥ قراءات مريمية تلاها كل من اسعد رشدان، جمال حمدان، زينا قباني، الاب ربيع عون، كوزيت مناسا وقدم الحفل الإعلامي اندريه داغر. كما كان هناك كلمة للأب شربل جعجع مدير في إذاعة صوت المحبة وذلك عن كواليس الفن والإعلام.
كذلك كان هناك كلمة للأخت ناي خوري حول أم المبدعين وكيف وصل ظرف إليها من مجهول العام الماضي يطلب منها تكريس شخص مريم العذراء على نية المبدعين والفنانين والإعلاميين.
وتخلل الحفل زياح العذراء مريم كما تخلله أغاني فيروزيات وتراتيل دينية لجوقة تشبوحتو لالوهو بقيادة ميشال مراد على الأورغ، ومرافقة من الأخت روزيت مراد على آلة القانون.
ونهاية الحفل كان هناك جولة على مكتبة والد القدير عمر ميقاتي التي قدمها للأخت ناي خوري التي بدورها قدمتها إلى مكتبة دير سيدة النجاة.