اندريه داغر
انها الاردن قبلة الانظار لما تتمتع من مواقع اثرية ودينية يحج اليها المؤمنون،انها الاردن الجميلة التي لا يمكنك الا ان تتاثر باستقبال اهلها الجميل،فهم يستبقلونك هناك على طريقة “انت رب المنزل ونحن الضيوف”،، هي زيارتي الاولى لهذه المملكة السعيدة وحتماً لن تكون الاخيرة،
ثلاث محطات انطبعت في داخلي في الاردن وهي كانت السبب الرئيسي لزيارتي لها،المغطس،بتراء،والبحر الميت.
المغطس – نهر الاردن
المغطس او نهر الاردن والمشوار اليه يمتد لساعات من الوقت لا تشعر بمرورها نظراً للشغف المتواجد في داخلك وللحماسة التي تشعر بها وللفرحة التي تعيشها وانت واقف على الارض حيث مشى السيد المسيح وتعمد وتجول على جوانب هذا النهر الرمز،هناك تشعر برهبة غريبة وباحساس لا وصف له، يقع المغطس في وادي الخرار او بيت عنيا ،وفي هذه المنطقة وقف السيد المسيح وتعمد على يد يوحنا المعمدان في عمر الثلاثين كما يشرح لك الدليل السياحي،وفي المنطقة الكثير من الكنائس الاثرية والمستحدثة واهمها كنيسة مار يوحنا،
المشوار الى المغطس وحده كفيل بان يزودك بطاقة روحانية لا مثيل لها فتتخيل المسيح الى جانبك وربما وضع قدمه في نفس المكان التي تقف انت عليه فتنظر يميناً ويساراً علك تجد طيفه هناك ولكنك حتماً تشعر برهبة وجوده،
ومن على ضفاف نهر الاردن تنظر بحسرة الى الجهة المقابلة وتتمنى ان يأتي اليوم التي تزور فيه القدس وبيت لحم وكنيسة المهد ،والمكان حيث دُفن المسيح وقام في اليوم الثالث.
البحر الميت
الى البحر الميت كانت وجهتنا الثانية،ارتال من السيارات تجدها في طريقك متوجهة الى المكان زوار وسكان محليين يقصدون البحر الميت فيفترشون ترابه ويسبحون في مياهه ويتمرغون في وحله الذي يقال بانه يشفي من الكثير من الامراض،
الجِمال والاحصنة تجدهم هناك بكثرة فهم يجذبون السواح للقيام بنزهة حول المكان، البحر الميت بعكس اسمه فهو يعج بالحياة ويقع في اخدود وادي الاردن على الحد الفاصل ما بين الاردن وفلسطين المحتلة وهو اخفض نقطة على سطح البحر ،يقع على عمق 417 م ،و من اهم المناطق السياحية للاستشفاء البيئي الطبيعي على مستوى العالم.
البتراء
وجهتنا الاخيرة في هذه الرحلة الجميلة كانت الى وداي البتراء حيث يعبق التاريخ،الى هناك توجهنا بمعية هيئة تنشيط السياحة الاردنية وكان يوم من اجمل الايام بدءاً بالاستقبال ، الى خوضنا تجربة الطهي والدخول الى “مطبخ بترا” فشاركنا في تحضير عدة اكلات اردنية تقليدية واهمها المنسف،ومن ثم اكملنا طريقنا الى الوادي العريق،
مدينة البتراء او المدينة الوردية او مدينة الانباط وهي احدى اهم عجائب الدنيا السبعة الاصلية التي لا تزال صامدة لغاية ايامنا هذه،
انها المدينة التي نحتها الانباط في الصخر وجعلوها موقعاً استراتيجياً وكانت خزنتها ملجاءً مهما لكل البلدان المجاورة والبعيدة فيخبؤن فيها الجواهر والمال خلال الحروب ،
مدينة “البتراء” شكلت نقطة وصل و تلاق بين شبه الجزيرة العربية جنوباً وبلاد الشام شمالاً إلى قلب أوروبا وحتى الصين على طريق تجارة الحرير والتوابل، ولكي تصل الى موقع الخزنة الشهير يجب عليك ان تسلك طريق “السيق” وهو شق صخري هائل يصل ارتفاع جانبه أكثر من 80 متراً من الصخور الملونة والمتنوعة الأشكال، وأرضه من الحصى ويمتد نحو كيلومتر ،يقطعه السائح سيراً على الأقدام ، الخزنة الشهيرة صاحبة الهندسة المعمارية المدهشة كانت قد صممت قبراً لواحد من أهم ملوك الأنباط .
سواح عرب واجانب ينظرون بدهشة الى عظمة تاريخ هذه المدينة،وعلى جانبي “السيق” روائع على “مد عينك والنظر” المدرج الروماني،الدير،بيوت الفقراء تواجه منازل الطبقة الغنية،المحكمة وكل الاثار الموجودة في طريقك تجعلك تعيش لحظات ودقائق ربما لا تتكرر،وعلى مشارف البتراء ترى وادي موسى ،
الزيارة الى الاردن مثمرة وحتمية ولا بد منها لانها تعبق بفخامة التاريخ وحسن الضيافة وحفاوة الاستقبال،والاهم لانها ارض المسيح.