بعد ابلاغها بقرار اخراجها من المؤسسة اللبنانية للارسال، وما اثاره الموضوع من ضجة في الوسط الاعلامي والجماهيري بعد 31 عاما من العمل لصالح المؤسسة، تحدث الاعلامية دولي صباغ غانم الى برنامج “اقنعني” للاعلامية راشيل كرم عبر أثير اذاعة “جرس سكوب”، لتكشف تفاصيل عن قرار المحطة بوقف العمل معها وعن خططتها المستقبلية وموقفها من رئيس مجلس ادارة الـ”ال بي سي” بيار الضاهر.
وروت غانم ما حصل بالتفاصيل: “عندما انضم الزميل مالك الشريف الى الـ”ال بي سي” والى برنامج “نهاركم سعيد” أعيد توزيع العمل علينا وبدأ العمل يحصل مداورة وبالتساوي بين الجميع، ولذلك لم اعتبر نفسي ابدا مستهدفة ولم يكن لدي مانع في العمل يوم او خمسة”.
وتابعت: “بعد فترة ومن دون سابق انذار وحين دخلت من الباب الى العمل قالوا لي مباشرة “دولي بدنا نوقف شغل معك ولاقي الطريقة تتوقفي بشكل لائق” فقلت له “حسنا ساتوقف بدءا من الآن”… كنت أفضل لو اخبروني بطريقة “أكتر ايتيك”. أنا يربطني بالـ”ال بي سي” عقد عمل ينص على الزام ابلاغي خطيا قبل شهر ان ارادت الـ”ال بي سي” فسخ عقدها معي. ولنعتبر أنه الضاهر أراد ان يبلغني شفهيا، فهو كان يستطيع ان يبلغني بالأمر بطريقة أخرى. كلمة شكرا أو كلمة طيبة كانت لتغنيني عن كل شيء”.
وقالت: “بيار الضاهر لم يأكل يوما حقي ماديا ولكنه لم يعطني حقي معنويا. الـ”ال بي سي” هي أنا. ولحظة تركت الأخبار كانت لحظة اصعب”.
وتابعت: “الضاهر قال لي “صرتوا كتار” وبذلك اعتبرني رقم وكمالة عدد وانا لست رقما”.
وعن سبب القرار الذي اتخذ تقول: “لا اعتقد انهم اوقفوني عن العمل لأن عملي لا يعجبهم، ولو كان الأمر كذلك لما بقيت في المحطة 31 عاما”. وأضافت: “قد يكون هناك حسابات كثيرة وراء القرار ولكنني لم لأفهمها وقد يكون السبب الذي اعطي لي ليس السبب الحقيقي لأنه لم يقنعني صراحة”.
وتابعت: “من وجهة نظر بيار الضاهر وتقديره للأمور، لربما معه الحق ولكن أنا “وين غلطت”؟
ولفتت الى انها ارادت شكر المشاهدين في النهاية لا أكثر.
وعن بيار الضاهر قالت: “مهما حصل هو شخص احترمه واقدر كفاءته في مجال الاعلام فهو، لو لم يكن ناجحا، لما استمر. وقد كنا في التأسيس فريقا متجانسا اوصل الـ”ال بي سي” الى ما وصلت اليه”.
وعن ردود فعل المشاهدين على قرار ايقافها عن العمل في الـ”ال بي سي”، قالت: “ما فاجأني من خلال ردات الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي هو أن الناس تميّز بين الصح والخطأ في المهنة. تأثرت فعلا بردات الفعل الايجابية تجاهي. وهناك ظلم للناس حين يتم التعامل معهم على قاعدة “الجمهور عايز كدة”.
واضافت: “لا اعتقد ان الـ”ال بي سي” سألت الجمهور لتقرر بقائي او عدمه في المحطة، او بمن يأتون الى المحطة. الجمهور قال كلمته اليوم في موضوع فصلي، والناس اعادوا اليّ حقي وهذا ما أطلبه”، مردفة: “لا اطلب ان ارضي احدا بل ضميري المهني والناس”.
واذ فضلت غانم ترك الاعتبارات التي دفعتها الى عدم ترك الـ”ال بي سي” عام 2011 حين اوقفت عن تقديم نشرة الاخبار لنفسها، قالت: “أخطأت انني لم أترك المحطة في حينها ولكن في ذلك خدمة لي لأنني كنت لأصبح كزملائي الذين لا يزالون ينتظرون تعويضاتهم من شركة “باك”.
أما عن مقارنتها مع الاعلامية ديما صادق فتقول: “هناك ظلم لديما صادق (التي لها شخصيتها وطريقتها وهي سيدة مثقفة ومتعلمة ولها مؤهلاتها) حين تقارن معي، سائلة: “لماذا هذه المقارنة؟”. أنا أحترم ديما وأحبها وهي من اول الاشخاص الذين اتصلوا بي بعد القرار وقد انزعجت منه أيضا. وأنا “ما بريد حدا يظلمها”.
وعلّقت غانم على استخدام تعبير “ستايل جديد في الاعلام”: “هل الاسلوب الجديد في الاعلام هو أن أكون ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي و”كبّ صورة انستاغرام وصورة فايسبوك وسنابشات”؟ الا يحقّ لي ان أكون صحافية محترمة ولي كفاءتي واكون “لو بروفايل”؟ هذه شخصيتي. ومن 31 سنة الى اليوم كم مقابلة اجريت معي؟ زوجي وانا قررنا ان نكون بعيدين عن الاضواء. وأشكر الله أننا لم ننضرب بلوثة الشهرة و”رأسينا بقيا على اكتافنا”.
وقالت في السياق عينه: “انا اعتبر ان حياتي الخاصة ملكي وليست ملكا لأيّ شخص آخر ولذلك لست موجودة على مواقع التواصل الاجتماعي”.
وعنها كاعلامية تقول: “أنا لست كلاسيكية. حين كنت مراسلة على الارض لم أكن كلاسيكية وحين اذعت الأخبار لم أكن كلاسيكية”. وتضيف: “الزمن الاعلامي تراجع وأنا لا أتراجع”.
وقالت: “لا أعرف الى اي مدى سيستمر هذا الاعلام البديل”.
وأضافت: “في مهنتنا لا أعطي اعتبارا للعمر. العمر في المهنة يزيدنا خبرة وصدقية عند الناس”. اشعر بالقهر اليوم حين يدربون ملكات الجمال لاذاعة الأخبار فانا تعبت في المهنة وتعرضت للمخاطر وتدرجت بالمهنة. مهنتنا عمل متكامل وهو ليس ان نصفف شعرنا و”بيمشي الحال”.
واستطردت: “حين دخلت التلفزيون لم أكن ملكة جمال ولست حتى “تيليجينيك” ولم يكن ذلك المعيار حينها. اين الشعلة والحافز عند الاعلاميين والصحافيين والمذيعات اليوم؟
وتابعت: “اكثر المذيعات لا يجدن القراءة ومخارج حروفهن ليست سليمة ولا تعرفن الضمة من الكسرة والفتحة ولا تفهمن ما تقرأن”. ونوّهت في اطار الحديث بصوت ريمي درباس ومخارج حروفها مثلا.
وعن مستقبلها المهني تقول: “لم اتخذ قراري بعد. في السابق كنت أقول انني ان تركت الـ”ال بي سي” لن أذهب الى محطة أخرى، ولكنني اليوم اعيد النظر بموقفي. وان تلقّيت عرضا ووجدته يدفعني خطوة الى الأمام سأقبل به”.
وأوضحت ان “ما كُتب عن اتفاق حول تقديم حلقات “سبيشال” على الـ”ال بي سي” غير صحيح”.
وتضيف: “بدّن يشتغلوا “business” انا كمان بشتغل “business”. يكفي تضحيات.
وتابعت: “لن أعود الى برنامج حواري سياسي عادي وسأقدم جديدا يناسب شخصيتي وطاقاتي، ولكنني سأدرس بتأن أي شيء قبل تقديمه”.
وعن الانتماء الحزبي والمحطات التلفزيونية تقول: “كنت مرتاحة في الـ”ال بي سي” لأنها الى حدّ ما لم تكن مرتبطة بجهات سياسية وكانت الأكثر حيادية ولا تتبع اجندات معينة. كنت اختار ضيوفي بحرية واطرح اسئلتي كذلك. أنا لا احب التلفزيونات الحزبية. ولكن لا مشكلة لدي بالتلفزيون “المصبوغ”.
وعزت دولي غانم السبب وراء عدم محاورة الرؤساء وشخصيات “الصف الأول” الى اطار برنامج “نهاركم سعيد” وفكرته وميزانيته، قائلة: “وأي اضافة لشخصي ستقدمها محاورة اي رئيس او شخصية”؟
واذ اعتبرت انه “ليس هناك رابط بين وثائقي جورج غانم عن بشير الجميل والذي عرض على شاشة الـ”أم تي في”، وقرار خروجها من الـ”ال بي سي”، أكدت ان علاقتهم كآل غانم مع ميشال المرّ جيدة جدا.
وعند سؤالها عن “امبراطورية آل غانم في الاعلام”، أكدت اننا “لم نكن يوما جورج ومارسيل وانا امبراطورية، ولم نسع يوما لنكون “لوبي” داخل الـ”ال بي سي”. ونحن منفصلين في العمل ولكل قراره وكيانه وعمله المختلف”.
في موضوع النشرات الاخبارية في لبنان، اشارت غانم الى انها تتباع جميع النشرات الاخبارية اللبنانية وأبدت رأيها: “لا يعجبني اسلوب نشرة قناة “الجديد” ولا الـ”أم تي في”. أنا ضد ان يأخذ مذيع الأخبار موقفا… على الناس ان تأخذ الموقف لا نحن”.
في الملف السياسي، تحفظت غانم على كلمة “القوي” معتبرة ان لكل مفهومه للقوة: “انا مع كلّ شخص، ولو كان من عامة الشعب، يستطيع ان يؤمن مصلحة البلاد”. ولفتت الى ان “متطلبات القيادة على مستوى رئاسة الجمهورية تختلف عن متطلبات الزعيم لحزب ما”.
ولفتت الى انها ” غير مقتنعة بوصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية”، مشيرة الى ان رئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون وصل سابقا الى بعبدا لمدة سنتين.
واعتبرت ان “حماية لبنان في الدرجة الثالثة من التبريرات لدخول حزب الله الى سوريا”، مشيرة الى انها كانت لتفضل ان يبقى الحزب داخل الحدود اللبنانية و”ان حصل اي خطر او هجوم كنا لنقاتل جميعنا سويا”.
وعن الحراك المدني، قالت: “لم اكن مقتنعة انه كان سيوصل الى اي مكان. انا مع وجوده ولكنني وجدت عشوائية في تحركاته وكان يحتاج قيادة”.
واضافت: “لم اشارك يوما في تظاهرة. وحتى في 14 آذار نزلت الى الشارع لرؤية المشهد ولكن لم انزل الى ساحة الشهداء”.
وفي سياق آخر تحدثت غانم عن حياتها الشخصية والعائلية: ” الشيخ بيا الضاهر قال لي يوما اخطأت لأنك تزوجت في سن صغيرة. وهو حاول في اكثر من مرة ان يفتح امامي فرصا جديدة. لكن هذا كان خياري واولويتي كانت ان أكوّن عائلة.
وأكدت ان لا مشكلة لديها ان قرر ابنها الزواج مدنيا مثلا، اذ كلّ خياراته في الحياة.
اما عن حياتها الايمانية، فقالت: “أنا مؤمنة ولكنني لست ممارسة ولي قناعاتي الخاصة ونظرتي الخاصة في الدين. العذراء مريم شفيعتي وانا اتكل عليها في كلّ شيء وهي لا تتركني”.