من النادر أن تجد في الوطن العربي شخصا وصل إلى قمة النجاح ولم ينسى أنه كان لا شيء قبل ذلك، أو أنه كان يمني النفس بأن يمد له أحد ما يد المساعدة لكي يبرز ذاته و يظهر موهبته للناس، لا سيما في صفوف الفنانين الذين أخذتهم أضواء الشهرة و النجومية. قلة منهم من يمد يد المساعدة للآخر حتى وإن لم يكن معروفا من قبل.
مناسبة حديثي عن هذا الأمر هي الحملة التي أطلقتها الفنانة ميريام فارس لإعطاء فرصة لمن له موهبة في كتابة و تلحين الأغاني و تصميم الرقصات…، و كل ما إلى ذلك من مواهب تدخل في مجال الفن خاصة المجال الذي تبدع فيه ميريام. هذا الأمر صراحة أسعدني و بث في روح الأمل، أمل بأن الغد أفضل، أفضل بعدم نسيان الفنانين لأولئك الشباب الذين لم يجدوا من يشد بيدهم و يضعهم على طريق النجاح و التألق.
قبل أشهر قامت إليسا بنفس الأمر، و فتحت المجال أمام كل من يملك موهبة في كتابة أغنية أو تلحينها، لتختار أفضل ما عرض عليها و تضمه إلى ألبومها الجديد، و الذي بالتأكيد هو ألبوم جميل قبل أن يصدر، يكفي أنها ضمنته هذه اللفتة الجميلة التي بالتأكيد رفعت شأنها في وسط هذا الكم من الإغراق في المصلحة و الذاتية.
بعضهم لا يكلف نفسه حتى عناء ذكر الشاعر و الملحن قبل أداء الأغنية في حفلة أو سهرة ما، أو على غلاف الألبوم مثلا، يؤدون الاغنية و ينسون أصحابها. مبادرة ميريام فارس و قبلها إليسا تحتسبان لهما، و بذلك تكونان قد أعطتا باقي الفنانين درسا، عنوانه ” المعجبون ليسوا أرقاما على الإفتراضي… بل طاقات وجدت لنستثمرها “.
رشيد أمالك.