الرئيسية / أخبار منوعة / مهرجان موازين : ذلك الجدال بين المحافظين والحداثيين

مهرجان موازين : ذلك الجدال بين المحافظين والحداثيين

elmaghribtoday-مهرجان-موازينعاد هذه الأيام نقاش وجدال قديم – جديد حول مهرجان موازين، الذي سينظم في الفترة ما بين 20 و 28 من الشهر الحالي. فكلما اقترب موعد انطلاقه تطفوا على سطح مواقع التواصل الإجتماعي بمختلف أسمائها وألوانها احتجاجات ومطالب بوقف هذا المهرجان نهائيا. اختلفت الأسباب والمطالب واحدة. لسنا هنا للتعبير عن رأينا حول المهرجان أو المطالبة بإيقافه أو الإبقاء عليه، لكننا سنحاول قراءة الموضوع وتحليله تحليلا بسيطا حسب قدرتنا على الفهم والاستيعاب.

حجة المطالبين بإزالة المهرجان هي تبذير الأموال في جلب الفنانين العرب والعالميين على السواء بشيكات سمينة، وبث سهراته التي لا تحترم مشاعر الشعب المغربي على القنوات العمومية، كما حدث مع جينيفر لوبيز التي أحدثت زلزالا على مواقع التواصل الاجتماعي، و حجة أخرى وهي تزامنه مع فترة الإمتحانات بمختلف الأسلاك. 

لكن إذا دققنا الملاحظة، ونظرنا واستمعنا بعمق إلى هذا النقاش الموجود، سيتبين لنا أولا أن هذا النقاش هو ظاهرة صحية، لأنه يعبر عن اختلاف الرؤى ووجهات النظر والآراء والرغبات داخل المجتمع. ثانيا، في الظاهر يتبين أن هذه (أي الحجج السابقة) هي أسباب المطالبة بإلغاء المهرجان، لكنه في العمق هو صراع بين المحافظين والحداثيين في المجتمع. بين من يعتبرون المهرجانات ثقافة دخيلة على مجتمعنا وبين من يدافعون عنها لأنها تعبر عن ثقافتنا وبها نرقى إلى مصاف الشعوب المتحضرة والمتقدمة. 

لكن هذه المرجانات ضاربة في القدم عندنا نحن المغاربة، وهي ما يصطلح عليها ب “الموسم”، وإن اختلفت التسميات وأشياء أخرى بين المهرجان والموسم إلا أنهم يسعون لشيء واحد، وهو الترفيه والترويح عن الناس. بالإضافة إلى دلالات ثقافية. 

يتساءل البعض أو ربما الكثير عن السبب وراء توالي دورات هذا المهرجان رغم هذه الأصوات المناهضة. هناك أسباب كثيرة ومختلفة وراء هذا الأمر وسنحاول الوقوف على بعضها، أولا، هناك أعداد كبيرة من الناس الذين يحضرون للحفلات ويملؤون الفضاءات المخصصة لها، أي أن هناك فئة أخرى عريضة تريد هذا المهرجان للاستمتاع به، ثانيا نتظيم المهرجانات يدل على أن ذلك البلد يعيش وضعا مستقرا بعيد عن الإضطرابات والصراعات، ويتم بذلك الترويج لصورة البلد وأهله، أي أن الغرض وراء هذا المهرجان أهداف أخرى غير فنية، وما يدل على هذا هو عدم وجود رسالة أو مضمون ثقافي لهذا المهرجان. 


رشيد أمالك

عن cmslgn

شاهد أيضاً

05296C4F-6592-44BF-BA59-7AF40A815CB4

سيلين أبو مراد تحاكي المأساة وتقدم “طلٌ علينا يا الله”

في ظل الأوضاع المأساوية وتداعيات الحرب، والهجرة داخل الوطن الواحد، والدمار الكبير الذي نعيشه في …