تنمو الصدقات من خلال العلاقات والإلتقاء اليوميّ مع الآخرين والتحدث في أمور مشتركة. وقد تحدث القديس توما الأكويني عن الصداقة قال: ” الصداقة هي من الفضائل لأنها عادة نابعة من داخل الإنسان، وإنها علامة على المشاركة بين الآخرين”…
ما هي الصداقة؟
الصداقة تُنشأ من الصلاح وتنمو كما ينمو الصلاح داخل الإنسان، وهذا الصلاح يتجسّد بالعطاء والحبّ. وهنا فرق كبير بين الصداقة والعلاقة الإجتماعيّة. لأن نوعًا ما العلاقة الإجتماعيّة تُبنى على المصالح والشركة والواجبات، بينما الصداقة تُبنى على ارتباط روحيّ حرّ يجمع كل المشاعر القويّة الخلاّقة والمتبادلة للمحبة لدى الإنسان.
الصداقة بين الزملاء
إنّ طبيعة العمل في الوسط الفنيّ والإعلاميّ، عملٌ جماعيّ بإمتياز، ممّا يولّد علاقات بين الزملاء، وهذه العلاقات تؤدي إلى صداقات. الصداقة مهمّة جدًا في عالمنا الفنيّ والإعلاميّ لأنها تساهم وتساعد في تربية العلاقات على إحترام الآخر المختلف، وتقبّل آرائه ونقده، وأفكاره ووجهات نظره، فينتقل العمل الفنيّ الجماعي من علاقات عمل رسميّة إلى عائلة فنيّة مترابطة همّها الأساسي إيصال الحقيقة عبر رسالتها الفنيّة. لذلك أيّها الزملاء، من الضروريّ أن تبنوا جسور الصداقة بينكم محافظين على التنافس الفنيّ الشريف، مبتعدين عن هدمها بالغيرة والحسد والنميمة، والقيل والقال، قاتلين المحبة والعشرة والسنين والزمالة بحروب قاتلة متراسها الثرثرة.
مخاطر الصداقات
فكما الصداقات تؤسس من أجل بناء علاقات متينة بين الزملاء، يمكن أيضًا أن تفسد وتقود إلى مهالك كثيرة وخطيرة، وخاصةً عندما يقع الخلاف بين إثنين من الزملاء، ويبدأ إفشاء الأسرار ناسينَ أيّام الصداقة والمحبة والفرح… “الذي يفشي الأسرار يهدم الثقة، ولا يجد صديقًا لنفسه من بعد(سيراخ ٦: ٥)، وعندما تُهدم الثقة تُدَمَر العلاقات وتبدأ النزاعات الشخصيّة بين زميلَيْن ويكون ثالثهما زميل ينقل الكلام ويزيد الفتنة بينهما، وعندها ” لا تضلّوا، فإنّ المعاشرات الرديئة تُفسد الأخلاق الجيدة”(١ كورنتس ١٥: ٣٣). زملائي، إبنوا الصداقة بينكم على أساس الإحترام، وخذوا شعارًا دائمًا بينكم: ” أحبّوا بعضكم كإخوة، واحترموا بعضكم كغرباء”… فإذا وقع الخلاف بين إثنين منكم، تكون المسامحة في وسطهم، وكل واحد يمشي في طريقه سالكًا الإتجاه المناسب لحياته وإستقراره وسلامه، ولكن عندها انتبهوا ” لا تتخذنَ عدو صديقك صديقًا، فتعادي صديقك إلى الأبد”(الإمام عليّ بن أبي طالب).