Awael News Magazine رئيس التحرير: عادل سميا
مقالات مشابهة
منذ فترة ليست بالقصيرة أصبح جمع من الفنانين يعزون اختياراتهم الغنائية لرغبة الجمهور، فتجد مثلا فنانا عند سؤالك له عن السر وراء اختياره أداء أغنية هابطة، يجيبك ” الجمهور هو من يريد ذلك، وأنه لو لم يكن يحب هذه النوعية من الأعمال لما لقيت نجاحا يكون أحيانا مبهرا”. صحيح، هناك فئة من الجمهور تريد مثل تلك الأعمال الهابطة والسخيفة أحيانا، وتستمتع بها، ولكن لا ننسى أن هناك فئة أخرى تحب الرقي والإبداع و “روح الفن”. هل كان أحد من عمالقة الزمن الذهبي مثل سعيد الشرايبي و عبد الوهاب والرحابنة يسألون الجمهور عن الأعمال التي يريدون؟!!، طبعا لا وألف لا، بل كانوا هم من يثقفون الناس ويذهبون بهم إلى عوالم أخرى بإبداعاتهم، لأن هذا هو عمل المبدع.
أمر آخر لابد من الإشارة إليه، وهو كيف أصبحت هناك فئة ربما عريضة تحب أعمالا تسطح العقول وتنجز في فترة وجيزة مثل “الفاست فود” وتخبو وتموت سريعا مثل تلك الوجبات السريعة التي ما إن تتناولها حتى يداهمك الجوع بعد مئة متر من مكان تناولها؟، هذه الطريقة سهلة، وسنبينها بمثال بسيط، مثلا لدينا قطعة أرضية جزأناها لجزأين، الأولى اعتنينا بها ودأبنا على إصلاحها والثانية أهملناها ولم نكترث لها، بعد فترة ستجد الأولى جنة تستهوي الجلوس والنطر إليها، أما الثانية، فبنطرة واحدة قد تصيبك بمرض مزمن، وللأسف بعض الوسائل الإعلامية تساهم في انتشار هذا النمط، سواء عن قصد أم عن غير قصد، فهناك من تستلم مقابلا لإذاعة أو نشر أو بث أغنية قد تبث سموما في المجتمع وفي العقل العربي، وهذه مشكلة لأنها جريمة مزدوجة، من جهة تذيع وتبث أغنية هابطة المستوى ليل نهار، ومن جهة تحرم أغان وفنانين راقيين ومبدعين من الوصول إلى الجمهور. على المغني أن يعي بأن دوره ليس فقط الغناء، بل المساهمة في وعي وتثقيف الجمهور، وأن يضع في ذهنه بأنه سيترك هذه الأعمال للأجيال القادمة، لذلك يجب عليه أن يترك فكرا وفنا مثلما فعل أسلافه، وليس تسطيح العقول وشذوذا وعهرا.
