في ليلة استثنائية مفعمة بالمشاعر، أحيت النجمة اللبنانية كارول سماحة حفلاً غنائياً ضخماً في Beirut Hall، عادت من خلاله إلى جمهورها اللبناني بعد غياب مؤلم، طبعته خسارتها لزوجها، المنتج المصري وليد مصطفى، ووالد ابنتها الوحيدة “تالا”.
كارول، التي اعتاد جمهورها على إطلالاتها الآسرة وأدائها المتقن، وقفت هذه المرة على المسرح بطاقة مختلفة—خليط من الصلابة والحنين ووفاء عميق للحياة. خاطبت جمهورها بصدق قائلة:
“هيدا أول حفل رسمي بحسو من قلبي بعد كل المحطات الصعبة. يمكن غنيت قبل، بس اليوم حسّيت فعلاً إنو رجعت.”
وأضافت: “كتار سألوني من وين جبت هالقوة… جبتها من بنتي، ومنكن. من حبكن ودعمكن. كل كلمة حلوة كتبتوها عني كانت طاقة بحد ذاتها.”
لكن كارول لم تكتفِ بالكلام. بصوتها، بحضورها، وبإحساسها، حملت الجمهور إلى عوالم الفن النقي—عوالم يملؤها الجمال والصدق والأصالة.
غنّت من قلبها، فامتلأت القاعة بدفء وحنين، بوجع جميل وشغف حيّ. أكدت أن خشبة المسرح لا تليق إلا بها، وأنها بالفعل “وحشة المسرح”، وأن هذا الغياب الطويل عن لبنان يجب ألا يتكرر.
كارول سماحة جسّدت على المسرح حقيقة أن الفن ليس مجرد أداء، بل شفاء. أثبتت أن الإحساس الصادق قادر على لمس القلوب، وأن الجمهور اللبناني ما زال متعطشًا لصوتها، لحضورها، وللفن الذي تحمله معها أينما ذهبت.
أما ما شهده الحفل من تصفيق هستيري وتفاعل حار، فكان شهادة حيّة على مكانتها في قلوب الناس، ودليلاً ساطعاً على أن غيابها لم يُطفئ الشغف، بل زاده توقًا وانتظارًا.
كارول سماحة لا يجب أن تغيب عن المسارح اللبنانية. حضورها ضرورة، وغناؤها حاجة. فحين تصعد إلى الخشبة، لا تقدّم عرضاً فنيًا فحسب، بل توقظ نبض المسرح، وتعيد له الحياة.