رغم حضوره الفني اللافت وعودة أغنياته لتتصدر المشهد الغنائي العربي، لا يزال الفنان اللبناني فضل شاكر يعيش في واقع قانوني “معلّق”، مختبئًا في مخيم عين الحلوة منذ سنوات، فارًا من وجه العدالة اللبنانية.
من داخل المخيم، يصدر شاكر الأغاني، والتصريحات، وحتى البيانات، وكأنه نجم على مسرح الحياة العامة، بينما هو فعليًا مطلوب في قضايا أمنية وقضائية خطيرة مرتبطة بأحداث عبرا الشهيرة.
المفارقة الصادمة، أن مكان وجوده معروف تمامًا، ويزوره “القاصي والداني”، وكأن أمر مذكرات التوقيف بحقه أصبح تفصيلاً شكليًا.
والمؤسف أكثر، أن شاكر يستمر بتقديم نفسه للرأي العام كضحية، بينما لم يمثل يومًا أمام القضاء اللبناني ليواجه التهم المنسوبة إليه أو يبرئ نفسه منها رسميًا.
فمن يراه “بريئًا” عليه أن يسأل: لماذا لم يسلم نفسه؟ لماذا يكتفي بالدفاع الإعلامي بدل المثول أمام محكمة مدنية شفافة؟
لا شك أن صوت فضل شاكر وإحساسه الفني تركا أثرًا عميقًا في جمهور عربي واسع، لكن الفن وحده لا يمحو الحقيقة، ولا يبرر التواري خلف جدران المخيم والبيانات العاطفية.
العدالة لا تُقابل بالأغاني، بل بالحضور أمام القضاة، وإلا فإن الحديث عن “براءة” فضل يبقى مجرد سردية عاطفية لا تحترم القانون ولا الدماء التي سالت.