Awael News Magazine رئيس التحرير: عادل سميا
مقالات مشابهة
عادل سميا – اوائل نيوز
في ظل الأزمات المتتالية التي يعيشها لبنان، لم يعد المشهد الإعلامي مقتصرًا على الأخبار السياسية والاقتصادية فحسب، بل أصبح ميدانًا لحضور عدد من المشاهير والفنانين الذين يستغلون وجع الشعب اللبناني للظهور الإعلامي وتعزيز شهرتهم. هذا الأمر أثار حفيظة الجمهور وطرح تساؤلات حول مدى صدق بعض هؤلاء النجوم في مواقفهم، وهل يكون هدفهم فعلاً التضامن مع الناس أو مجرد استغلال المنصة لتحقيق المزيد من الأضواء؟
أحد أبرز التعليقات الساخرة التي ظهرت في الأوساط اللبنانية هو عبارة “شوفيني يا منيرة”، والتي باتت رمزًا للتعبير عن الفنانين الذين يحاولون خطف الأنظار في لحظات الشدّة. يقال أن هذه العبارة تُطلق عادة على المشاهير الذين يظهرون في وسائل الإعلام أو على وسائل التواصل الاجتماعي يتحدثون عن معاناة الشعب بطرق مبالغ فيها، أو يظهرون في مواقع الأزمات والتجمعات التضامنية فقط لجذب الانتباه دون أن يكون لهم تأثير حقيقي.
مشاهير واستغلال الألم
خلال الأزمة الاقتصادية والسياسية الحالية في لبنان، ظهر العديد من الفنانين والمشاهير الذين أطلقوا تصريحات أو قاموا بزيارات تضامنية للمناطق المنكوبة، لكن هذه التصرفات لم تسلم من الانتقادات. بعضهم اتهم بأنهم يستغلون الوجع الشعبي لزيادة متابعيهم على وسائل التواصل الاجتماعي أو لتحسين صورتهم العامة، خاصة عندما تتزامن هذه الأنشطة مع إطلاق أعمال فنية أو مشاريع تجارية جديدة.
التضامن الحقيقي والبحث عن الأضواء
من ناحية أخرى، هناك فئة من الفنانين والمشاهير الذين أظهروا تضامنًا صادقًا مع معاناة الشعب، سواء من خلال إلغاء حفلاتهم أو تقديم مساعدات إنسانية دون ترويج كبير لهذه الأعمال. هؤلاء يرفضون استغلال الأزمات لتحقيق ظهور إعلامي ويؤكدون على أن التضامن يجب أن يكون فعلاً نابعًا من القلب، وليس مجرد خطوة محسوبة لكسب الشهرة.
في ظل هذه الأوضاع المعقدة، يبقى السؤال الأهم: هل سيستمر المشاهير في استغلال وجع الشعب لتحقيق مكاسب إعلامية؟ أم سيظهر التضامن الحقيقي بشكل أوسع بين النجوم، بعيدًا عن الأضواء والكاميرات؟ الإجابة على هذا السؤال تبقى في يد الفنانين أنفسهم ومدى التزامهم الحقيقي بقضايا وطنهم وشعبهم.
