ليست مصادفة أن يتحول تيم حسن إلى أيقونة من أيقونات الفن السوري والعربي عموماً.. ليست لحظة عابرة أن يكون مثار جدل وإجماع بنفس الوقت بكل المواسم الدرامية.. فمن شخصية جبل شيخ الجبل في الهيبة التي كانت مثار جدل واسع واستطاع المسلسل أن يكون مثار نقاش طويل… عريض لكن حتى من اختلف مع المسلسل أجمع على عبقرية تيم في الأداء.
في هذا الموسم يحضر تيم ببطولة مسلسل ” الزند – ذئب العاصي”.. بشخصية “عاصي” فمن الحلقة الأولى استقطب تيم الجمهور وبدأت السوشال ميديا تضج بالحديث عن المسلسل وبأداء النجم السوري الذي عاد إلى الدراما السورية الخالصة بعد غياب طويل في الدراما المشتركة. فكان “عاصي” بشاربيه وزنوده وقسمات وجهه وطريقة حديثه التي تفيض بساطة وعفوية ملفتاً لنظر الجمهور..
ومع تقدم الحلقات خلال هذا الشهر الفضيل تيم كان حديث الناس بقوة اداءه وتجسيده لشخصيته
لا يبدو الأمر مستغرباً لكل عارف بتفاصيل أداء الممثل. فتيم نبع من الموهبة لا ينضب… مجموعة مشاعر وأحاسيس ينقلها بحسب ما تقتضيه حاجة كل دور… قدرة رهيبة على السيطرة على أدواته واستخدامها بمكانها المناسب.. حضور طاغ بكل تفصيل.. لا يفوت الرجل مشهداً واحداً دون أن يقول كلمته.. هو باختصار ممثل كبير ونوعية لا تتكرر في المشهد الفني العربي.
هو باختصار ماركة مسجلة اسمها تيم حسن… يحميها صاحبها بالموهبة والتنوع وقوة الأداء.. يرفعها بالقدرات والتحكم بالجسد والصوت والحالة النفسية للشخصية.. يوصلها لنا كمتابعين بنبضات القلب وكل شهيق وزفير لذلك هو تيم حسن.
بالطبع تيم حسن لا يصنع ذلك مفرداً فمن الواضح والملفت للنظر البصمات الإخراجية للمخرج الكبير سامر البرقاوي الذي يقدم رؤية مختلفة ومميزة في تقديم “الزند” للجمهور يقدمها حكاية بروح مختلفة فإدارته للكاميرا ولأداء الممثل تبدو ملفتة للنظر… لا يستخدم أسلوباً تقليدياً عادياً أبداً يقدم لقطاته بالتمازج مع روح المكان ومع تفاصيل الحكاية بالتزامن مع ضخامة إنتاجية وتوفير كل ما يلزم من قبل شركة الصباح للمنتج صادق الصباح الذي يؤمن بمشاريع الدراما المختلفة فكانت الشراكة الثلاثية بين صادق وسامر وتيم مختلفة ومثيرة للانتباه في كل موسم.
باختصار يبقى مسلسل “الزند” واحداً من أكثر الأعمال مشاهدة في العالم العربي هذا الموسم ويحقق قبولاً كبيراً لدى المشاهدين ويظل أداء تيم حسن علامة فارقة وهامة ونقطة يجب التوقف عندها مطولاً.. فهو أشبه بالسعة الذهبية التي تزداد بريقاً ولمعانا في كل عام عن الذي سبقه.