تصدّر مهرجان “جرش” في الأردن المشهد الأسبوع الماضي. ورغم تفاوت حضور الجمهور على المدرجات التاريخية، أثبتت الدورة الأخيرة للمهرجان أن بعض الفنانين لا يزالون يحققون حضوراً كبيراً من خلال الحفلات المباشرة.
الفنانة ماجدة الرومي عادت إلى جرش بعد غياب أكثر من عشرين عامًا. وكالعادة، لم تسعَ الرومي إلى التطوير أو التجديد على المسرح، على الرغم من الجمهور الكبير الذي شهد عرضها. اكتفت الرومي بحفل تقليدي، بسيط، من دون أي جديد، لا على الصعيد الموسيقي ولا في أدائها وصوتها الذي خانها، وظهر ذلك واضحًا من خلال الفيديوهات التي تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي، وأكثر من ذلك، عدم سعي الرومي لتقديم ما هو جديد في حفل يفترض أن يؤرخ بعد هذا الغياب عن الأردن، الذي ساهم في نجاح الرومي نهاية الثمانينيات والتسعينيات.
ولم يكن حفل المغني السوري جورج وسوف أفضل حالاً من زميلته ماجدة الرومي. فرغم أعداد الحاضرين، كان هناك غياب تام عن تقديم أي جديد غنائي لأبي وديع الذي خانه صوته هو أيضاً، بسبب سوء وضعه الصحي، ومغالاته في الغناء بطريقة تبدو منفرة.
يصح القول إن حفل المغنية اللبنانية نجوى كرم في “جرش” يعتبر الأكثر نجاحًا. كرم لم تغب كثيراً عن الحفلات ولا عن النشاطات خلال فترة كورونا، بل تخطت في عملها العقبات لسبب بسيط، وهو سيطرتها على مساحة لونها الشعبي في الغناء اللبناني، بدليل تفاعل جمهور جرش معها بطريقة بدت أكثر حماسًا من تفاعله مع زميلتها الرومي، وكذلك “مذاكرة” أو تنبّه كرم جيداً لأجواء الحفل المسرحي، عن طريق “الإضافات” التي تتقنها من خلال التناغم التام بينها وبين فرقتها الموسيقية، والقبض على عامل الوقت المخصص للسهرة، بتنسيق موسيقي تسبقه “بروفات” متواصلة، والثقة في دفع الحضور إلى التفاعل في حال حاول الإفلات دقائق من “نجمة” المهرجان.
هكذا بدت الصورة المختصرة لواقع غنائي عربي يعاني هو الآخر من تداعيات وأزمات، يلزمه متسع من الوقت ليعود إلى طبيعته.
عن موقع: العربي الجديد