تشهد الساحة الفنية حركة لا متناهية بين نجم يلمع ونجم يندثر ويختفي ومن لم يتسلح بالإجتهاد ،الإنتقائية،التجديد والتنويع لتقديم أعمال تليق بتطلعات الجمهور يواجه مصيره المحثوم وعلى رف النسيان يعيش أيامه الأخيرة.
نتحدث عن نجم استطاع من خلال أعماله حجز تذكرة عبور إلى نخبة النجوم الشباب بالوطن العربي ، ربرتوار فني منتقى بحرص شديد من فنان يحترم آذان الجمهور وثقافة المستمع المتعطش لعمق فني ببساطة موسيقية.اجتهد أدهم نابلسي في انتقاء وغرس افضل بذور الفن والسهر على عنايتها ومتابعة مراحل نضجها للتلذذ بحلاوة ثمارها فما كان للأرقام إلا أن تحسب له ألف حساب وتنتظر بشوق مواعدة أعماله رافضة خذلانه! ليتوج بذلك ابن الأردن للنجومية سفيرا متحديا بنفسه متاهات الوسط الفني بل وشق بدروبه الوعرة طريقا أصبح بمثابة همزة وصل بينه وبين جمهوره واستطاع من خلاله إيصال رسائل انسانية قيمة .
إيمانا منه بالدور الهام الذي يلعبه الفن في مد أطواق الأمل،التفاؤل في قلوب الناس،طرح أدهم نابلسي جديده “حان الآن ” من كلمات “عمرو المصري” في تعاون أول من نوعه يخوض فيه تجربة الغناء باللهجة المصرية،لهجة لطالما شكلت سهلا ممتنعا ونصبت الفخاخ حتى لأكبر النجوم!
تحدي جديد يضاف إلى قائمة التحديات التي تجاوزها أدهم بنجاح تام ترجمته لغة الأرقام إذ تخطى الكليب أكثر من مليوني مشاهدة بعد 48 ساعة من إطلاقة وتصدر قائمة الفيديوهات الأكثر مشاهدة بالعديد من الدول العربية خاصة وأن العمل توفرت فيه كل مقومات النجاح.
كلمات الأغنية نداء صريح للتفاؤل خاصة بالظروف الاستثنائية التي يعرفها العالم، ظروف أثرت على الإنسان بشكل سلبي حتى بات يرى العالم شاحبا ،باهتا رماديا تخلو منه الفرحة وتفوح منه رائحة التشاؤم …
“ننسى زمان حياتنا الجاية بالألوان”
هي دعوة إذن لإيقاظ الفرحة الخاملة بقلوبنا ولإعادة الألوان لحياتنا ،هي إحياء لروح الإيجابية فينا ، طي لصفحة الماضي، وإشعال لفتيل الأمل لينير سماء احلامنا هي دعوة للحياة!
على المستوى الموسيقي اعتُمِد على مقام الكرد ولحن مميز من إبداع “عمرو الشاذلي”،لحن قام على أربع جمل موسيقية تكررت كل منها مرتين بمقطعين من الاغنية.
في حين زادت لمسة “محمد ياسر “بالتوزيع التوليفة جمالا وابداعا جعلا من الأغنية جذابة للسمع.
كليب “حان الآن” اعتمد فيه المخرج “عمر رمال”على أكثر من موقع تصوير بداية بأزقة” عمان” القديمة وصولا إلى “السلط” وأضافت الأغنية على الشوارع الباردة شعلة دفئ حماس وسعادة في حين ظهر النجم أدهم بأكثر من إطلالة غلب عليها الطابع الشتوي الشبابي وجاء الكليب مكملا لموضوع العمل ويصب فيه مما شكل متعة سمعية بصرية تعج بالفرحة.
الاغنية بشكل عام أبرزت مساحة لم يستخدمها أدهم نابلسي من قبل وسلطت الضوء على زاوية مختلفة من إمكانياته الصوتية وأبانت على أن قرار أدهم في الاستمرارية في التميز والعطاء قرار لا رجوع عنه وحان الآن ليؤكد بعد كل نجاح أنه رقم فني صعب لا يمكن استنساخه.
أحلام الإدريسي