بشير التغريني – مستشار في الإعلام الرقمي والتواصل
مما لا شك فيه أن الإعلام الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي أدت دوراً إيجابياً خلال فترة الحجر المنزلي المفروضة على جميع الناس في مختلف الدول بسبب تفشي وباء الكورونا.
وفي لبنان، نبدأ أولاً من القداديس التي كانت تنقل مباشرة على منصات التواصل طيلة فترة الصوم المبارك، حيث نرى الآباء يصلون كالمعتاد في الكنائس ولكن من دون حضور المؤمنين الجسدي، فشعر الكثير من المسيحيين بأنهم أقرب من الله خلال هذه الفترة العصيبة، فقد تمكنت القداديس من دخول بيت كل أسرة في لبنان والخارج.
إضافة إلى ذلك، التفاعل في العالم الافتراضي خلال هذه الفترة كان بغالبيته إيجابياً على عكس المعتاد، فقد لمسنا تكافلاً وتضامناً كبيرين في مواجهة هذا الفيروس القاتل، إلى جانب حملات التوعية العديدة.
وعلى الرغم من التباعد الاجتماعي الذي فرضه انتشار الوباء، شعرت العائلات بلحمة كبيرة كنا قد فقدناها سابقاً، وبات التواصل أعمق مع أفراد العائلة والأقارب والأصدقاء والمغتبرين أيضاً، حيث أصبح الجميع يملك الوقت للاطمئنان على أحوال الآخرين، الأمر الذي كان متعذراً بسبب كثرة الانشغال وضيق الوقت.
ويجب ألا ننسى مدى أهمية منصات التواصل في تعزيز التعلم الإلكتروني، فقد ألقت هذه الأزمة بظلالها على العملية التعليمية والتربوية إلى حد كبير ولكن مع وجود هذه المنصات، أصبح تلامذة المدارس والجامعات يتابعون دروسهم بشكل منتظم من خلال التواصل مع مدرسيهم وحضور الصفوف إلكترونياً.
أما على صعيد الترفيه، فقد شهدنا أيضاً الكثير من الحفلات الموسيقية والأغاني التي تمت تأديتها بشكل مباشر على حسابات الفنانين مما أثار إعجاب المتابعين ولاقى ترحيباُ هائلاً من قاعدتهم الجماهيرية، كما خلق أجواء إيجابية نحتاجها في هذه الأيام العصيبة.