وقت المحن والأزمات، وخلال جائحة كورونا بالذات، تقدّمت النخبة من العلماء والأطباء والأكاديميين والمثقفين، لنفع المجتمع ومحاولة الإنقاذ، وبالمقابل تراجَع مشاهير السوشيال ميديا بأنواع مجالاتهم، وإنكشف أصحاب الفراغ الفكري والثقافة الهشّة، الذين فضّلوا النزوح إلى بعض التطبيقات المخصصة للفكاهة والترفيه.
أمام ذلك، كانت شمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم تلفت الأنظار إلى المحتوى الجيّد الذي تقدمه في هذه الأزمة عبر حسابها في تويتر، بدايةً من المقابلة التي أجرتها مع الطبيب وليد خيرالله، إذ قدّمت إفادة لمتابعيها مجاناً ومباشرةً من ذوي الإختصاص، كذلك دأبت يومياً على تقديم النصائح والإرشادات، وتوصيات علماء النفس، كما دعت إلى الدعاء والصلاة والتأمّل في الحكمة من وراء هذه الأزمة، وأوصت بكيفية إستغلال الوقت وشاركت متابعيها عبر تصريحات صحفية عن كل ما تقوم به خلال الحجر المنزلي، كذلك دعت إلى التفاؤل وعدم فقدان الأمل في الخروج من هذه الأزمة.
ولطالما كان المحتوى الذي تقدّمه ثريًّا لافتاً، يدلّ على وعيها وإيمانها ورصانتها في المواجهة، ولا يَعيبُ شمس الأغنية أن تَجنَح قليلاً إلى بعض الفعاليات الترفيهية مع جمهورها، وهو أمرٌ مطلوب -نفسياً-، والمبالغة في الجدّية جافّة وقاسية كقسوة المرحلة التي نمرّ بها، وتزيد الضغوط النفسية، ولأن شمس الأغنية أدركت ذلك، فنجدها بين الحين والآخر، تسأل جمهورها عن أكثر الأغاني التي يسمعونها خلال فترة الحجر، أو تتفاعل معهم بحزازير (أحجيات) بسيطة وطريفة، من الواضح أنها قصدت بها الترفيه عنهم، لا إرباكهم وحيْرتهم، في محاولة لمداعبتهم وصرف تفكيرهم عن الخوف وكثرة القلق من كورونا.
وإلى جانب جمهورها، تفاعَل معها أيضاً فنانون ومخرجون وبعض من الصحافيين والإعلاميين، مما يدلّ أنها لامست حاجتهم إلى بعض الترفيه في هذه المرحلة.
قبل أن تعود لتوصيهم أن يمارسوا طرق الوقاية، لكن دون وسوسة ومبالغة بالرعب، تماماً كما تفعل هي على حسابها في تويتر، بين المزح والجدّية، مثل ما حصل ليلة أمس، فبعد أن لاعبت جمهورها، ختمت قائلة:
”بدّي قلكن شي.. بترجّاكن تصرّفوا بوَعي، بس أكيد من دون رعب ومن دون خوف ووسوَسة، بس بإيمان وحكمة حتى نتخطّى المرحلة. تصبحوا على حرّية. #خليك_بالبيت”.
ليلى جوجو