الجمعة 20 تشرين الأول ٢٠١٧- شهد المجلس النيابي خلال الايام الثلاثة الماضية “مسرحية” تتكرر من حيث القاء الخطابات الرنانة دون اي سعي من قبل النواب لتطبيق شعاراتهم.
بالامس وبسبب عدم المام معظمهم بالارقام، تحولت مناقشة الموازنة الى خطابات انتخابية، ورغم ذلك يصر “نواب الامة” على وصف اقرار الموازنة العامة بـ”الانجاز”. انما في الواقع، ما قاموا به ليس الا اقل واجباتهم التي تقاعسوا عنها على مدى سنوات، علماً ان الذين “انجزوا” اليوم هم انفسهم الذين عطلوا. نحن نؤمن بأن كل الصعوبات والمخاطر المالية التي واجهها ويواجهها الوطن هي نتيجة للخرق المستمر للدستور من قبل المنظومة الحاكمة؛ على اي حال نأمل اخذ العبر والعودة الى احترام الدستور فتنتظم المالية العامة كما سائر مؤسسات الدولة واداراتها.
وفي هذا السياق، يبقى احد اهداف “مسيرة وطن” نشر “ثقافة” ضرورة الالتزام بالدستور، الذي توزع نسخاً عنه خلال جولتها على المناطق اللبنانية، حيث تتبادل الخبرات مع المواطنين الذين يعانون من المشاكل ذاتها ويحملون ذات الهموم.
وفي خلال المسيرة الممتدة من يومها الرابع عشر الى يومها العشرين، والتي شملت بنت جبيل، بليدا، حولا، الخيام، الهبارية، شبعا، حاصبيا… يمكننا القول ان ابناء الجنوب مستعدون ومقتنعون بضرورة المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، لكنهم يسجلون ملاحظات على اداء المرشحين الذين يفرشون الارض وعوداً قبل الاستحقاق اما بعده، وفي حال حالفهم الحظ، فينسون او يتناسون ما اعلنوه.
اضف الى ذلك، مظاهر الثراء التي تظهر فجأة على المتعاطين في الشأن العام، من وزراء ونواب وسواهم…اذ يبدو الفرق واضحا لدى معظمهم.
من جهة اخرى، وانطلاقاً من الواقع الذي يعاني منه لبنان، يشعر المواطن ان الدولة ليست دولته، فهي لا تعمل ولا تنشط الا كسلطة جباية، فلا تحميه ولا تحضنه لا بل تأكل من حقوقه وتغيب عدالتها. وطالما انها غير حريصة على مصالحه يتجه المواطن الى معاملتها بالمثل.
وازاء هذا الامر، يغيب “حب الوطن” لصالح “حب الزعيم”، والسبب الاساس عدم بناء هذا الوطن وفق اسس سليمة.
وطالما ان لدى الجميع نفس المعاناة، فلا بد من ان يتوحدوا لمواجهة الواقع الحالي، خصوصاً وان الفرصة سانحة اليوم من خلال قانون الانتخابات، وما على اللبنانيين الا التوجه الى صناديق الاقتراع، فلا يجوز ان لا نمارس هذا الحق، ثم نسأل لماذا بقي البلد على هذا الوضع السيء.
وهنا يجب ان يكون العمل دؤوباً من اجل تظهير المرشحين الكفوئين اصحاب البرامج والقدرة على الالتزام، وفي الوقت عينه تحفيز الناخبين لا سيما من خلال حث الذين احجموا سابقا عن التصويت لقناعة
لديهم بان لا امكانية للتغيير، فيجب اقناعهم ان تصحيح الإعوجاج والخلل الناتج عن مخالفة الدستور بات ممكناً، ولا بد من ضخ دم جديد في الحياة السياسية.
واخيراً، كي نبني وطن بشكل افضل، علينا ان نكون موحدين، “مشوا معنا تا البلد يمشي”.