اندريه داغر
بالرغم من ما قيل ويقال عن برنامج “نقشت ، take me out “، وبالرغم من الضجة التي اثيرت حوله،وبالرغم من اعتراض شريحة من اللبنانيين على البرنامج المذكور،وبالرغم من تحفظنا على بعض ما نشاهده فيه ، الا اننا نجزم بان هذه الحملة المنظمة عليه اهدافها معروفة جداً “حرب الشاشات” و”حرب الريتنغ” و”قوصني لقوصك”.
نقشت مع الجمهور، نقشت مع المشاهدين، نقشت مع شاشة الlbci، او نقشت مع البرنامج لا يهم ،المهم ان البرنامج استطاع ان يحجز له مكانة كبيرة جداً ، وبالرغم من الانتقادات التي تواجهه فهو يكون “trend” الاول مساء كل احد عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
اشتعل لبنان كله في برنامج تلفزيوني نستطيع بكل بساطة ان نستعمل الريموت كونترول لعدم مشاهدته”ولكنها فكرة قد لا تعجب الكثيرين اذا انهم يعتبرون انفسهم ابناء هذه المحطة،والمطلوب منها ان تبقى دائما عند حسن ظنهم” واستفاق المسؤولين من سباتهم العميق فوجودوا انفسهم امام فاجعة كبيرة ،وهي برنامج “نقشت”،وتناسوا ما نشاهده يوميا عبر النشرات الاخبارية من قتل وخطف وذبح، وهذه حرقت زوجها،وذاك قتل زوجته، الم تحركهم كل هذه الاخبار ؟،الم تزعجهم وتجعلم يقومون باجتماعات طارئة لخلق خطة تحافظ على امن ابناء هذا البلد ؟
فقط ازعجهم مشهد تلفزيوني بسيط فاقاموا الدنيا ولم يقعدوها مطالبين بالغائه وايقافه في بلدٍ نتغنى فيه بالحرية ليلاً نهاراً ، ولم تهمهم القوانين البالية فلم يتحدوا على تجديدها يوماً؟ وحده “نقشت” جمعهم ووحدهم وجعلهم يشبكون “الايد بالايد” فخلنا للحظات انهم يستعدون لرقص الدبكة احتفالاً باتحادهم المزعوم هذا ؟ ومن هنا نستنتج ، هل هي رمانة ام قلوب مليانة؟
اكرر بانني لا اوافق على كل ما يُقدم في البرنامج ولكنني لا انفي انني افرح واضحك وامضي وقتاً جميلاُ وانا اتابعه،وانني اجزم بانه الاول مساء كل احد لدرجة انه شغل كل اللبنانين بمن فيهم مجلسي النواب والوزراء،والمجلس الوطني للاعلام الذي لم يتحرك يوما لوقف المجازر المرتكبة على الشاشات في البرامج السياسية والترفيهية والكوميدية والساخرة الخ الخ الخ،،،
الجمهورية اللبنانية انشغلت ببرنامج “نقشت” ونسيت هموم الماء الملوث ،والكهرباء المقطوعة،والانترنت السلحفات، والسلاح المتفلت،والاستشفاء ،وضمان الشيخوخة،وغلاء المعيشة،والبطالة،والخطف المتنقل،والاهم انهم تناسوا الفيلم الكوميدي الساخر الذي شاهدناه في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية،فايهما كان افظع؟.
صحيح اننا لا نحبذ فكرة انتقال لغة الشارع الى التلفزيون، ولكننا نطالب البرنامج ربما بتخفيف العيار قليلاً كما كان في حلقاته الاولى، واننا على يقين بان خيارات السيدة رولى سعد منتجة البرنامج دائماً ما تكون صائبة،فهي استقدمت اشهر برنامج اكتشاف المواهب الى لبنان والعالم العربي”ستاراكاديمي” ،و”ديو المشاهير”، و”سبلاش”وغيرهم من البرامج،،،ومما لا شك فيه بان ادارة الشيخ بيار الضاهر الحكيمة تستطيع ان تعيد ضبط كل الامور،والصحيح ايضاً ان برنامج “نقشت” ناجح مع بعض التحفظات التي لا تصل الى حد اقامة حرب عالمية ثالثة لاجله،،،نقشت جمعهم على رقصة الدبكة،،، وانساهم هموم الوطن و المواطن،،، انه رأي،،، مجرد رأي،،،