“الثورة” عبارةٌ غالبًا ما نسمعها في الخطابات السياسيّة أم الحركات المعارضة في البلاد. عبارةٌ غاضبة بإستطاعتها تغيير الكثير في الحياة وقلب الأمور رأسًا على عقب، من إسقاط الدولة في بعض البلدان، إلى تغيير جزري في حياة الإنسان. هي ليست محدودة في السّياسة أم الأطراف إنّما قد تسمعونها في الحقل الإعلاميّ الدّينيّ أيضا، وتحديدًا برنامج:”جيل الإنجيل”.
هو برنامجٌ ترفيهيّ دينيّ يجمع الفنانيين بالإعلامييّن، في منافسةٍ مرحةٍ حادّة من خلال ألعابٍ ترفيهيّة محورها الإنجيل. فريقان يختلفان في كل حلقة، والفائز يتأهّل الى النهائيّات ليفوز بسفرةٍ سياحيّة دينيّة مميزّة. لكن المنافسة تتخطّى حدود موقع التصوير إلى ما وراء الشاشة، لتنحصر مجددًا بين طرفين بعيدين بالمسافة قريبين في التفكير: المقدّم الأب جوزف سويد والمشاهد.
في مطلع كل حلقة، موضوع جديد يطرحه الأب سويد، يفتح من خلاله تساؤلات وآفاق غير محدودة بدينٍ أم وطن. مواضيعُ لا يتوقّع المشاهد سماعها في برنامج دينيّ.
“الحزن يعرف عنوان كل بيوت الناس ا تفتحوا له. الغضب يعشعش في قلوب الناس، إفسحوا المجال لأمير السّلام… إفتحوا الإنجيل وخذوا جرعة زائدة منه”. بهذه الكلمات، بدأ الأب سويد بزرع الرجاء في أولى حلقاته، لينتقل الى السيّاسة الّتي هي سبب أساس في مشاكل الإنسان اليوميّة.
تزامنًا مع الأحداث الجاريّة في البلاد، وأبرزها إنتخاب رئيسًا للجمهوريّة، شارك “جيل الإنجيل” رأيه بالرئيس، متمنيًّا أن يتحلّى هذا الأخير بالجرأة الكافية لإنتشال النفايات من الطرقات، لقطع يد كل من يزوّر التاريخ والجغرافيا، لتحصيل حقوق المواطنين وتأمين مستوى معيشي أفضل. رئيس مملوء من الله ويعلو صوته بوجه الشياطين الّتي تستعبد موظفّيها، رئيس يفعّل دور الوزارات السلميّة، يعيّن وزير مخصص لأعمال الرحمة، وزير للتوجيّه والتخطيط، وزير يبحث عن المُبدعين ويحقّق أحلام الطامحين.
في هذا الإطار، قدّم الأب سويد دعوة خلال مقدّمة إحدى حلقات جيل الإنجيل قائلًا:
“نصَلّي كي ينجح رَئيسنَا بِتَفعِيل المُؤَسَّسَات، وتِحسِين كَوَادِرَا وتِعزِيز المَجَالِس وأَجهِزِة الرَّقَابِة، تَنحِدّ من الإنهِيار الأخلاقي والمَحسوبِيَّات والّنَّفسيَّات المَريضَة المُلتَوِيِة…
نصَلّي كي تتحَقَّق وصيّة البابا القديس “لبنان أكتَر مِن وَطَن لبنان رِسالِة” لِبنَان بلد نموذَجِيّ بِكِلّ المَجالات.
فلنعلم أنّ لا خَلاص إلّا بِإلحاق الهَزيمة السَّاحقة بِالظّلم، بِكِلّ أَنواعه:
ظلم العقل: ما تفَكّر نِحنا منفَكِّر عَنَّك.
ظلم اللّسان: ما تِحكي نِحنا منِحكي عَنَّك.
ظِلم الإبداع الإنسانيّ: مِش مَطلوب تكُون حَدا… نِحنا الحَدا وإنتو حَطَب الثَّورا…”
اليوم، دقّت ساعة الفضائح في برامج “جيل الإنجيل”، وأمسى السكوت مرفوضًا وكلام الإنجيل وحده مسموعا فيزرع الرجاء في اليأس، والنور في الظلمة، ويفضح المستتر ليعيد الحق لصاحبه. البداية ستكون كل ليل إثنين الساعة الثامنة والنصف على شاشة الـ.OTV ومن له أذنان سامعتان فليسمع.
صونيا السمراني