لانها تستحق القراءة موقع “اوائل نيوز ” ينقل لقرائه مقابلة الاعلامية فاتن حموي مع الاعلاميات في اذاعة صوت لبنان سميرة قصابلي منير،سلام اللحام، وسيدة عرب من جريدة السفير
بعد توقّف دام سبعة أشهر عاد برنامج «عالموجة سوا» لينطلق مجدداً عبر إذاعة «صوت لبنان»(100,5 أف أم) ضمن دورة برامجها الجديدة. يبثّ البرنامج منذ أكثر من أربع سنوات، ويتميّز بغناه وتنوّعه على صعيد الثقافة والمعلومة إذ تتشارك في إعداده وتقديمه ثلاث مذيعات هنّ سميرة قصابلي منيّر، وسيدة عرب، وسلام اللحام من الإثنين إلى الجمعة من العاشرة والثلث صباحاً إلى الواحدة ظهراً. يتضمّن البرنامج فقرات عدّة منها كلينيك، تغذية، جمال، أضواء، خبرية وغنية.
نصف طبيبة
بدأت سميرة قصابلي منيّر العمل في «صوت لبنان» منذ ثلاثين عامًا. درست الإعلام في «الجامعة اللبنانية» وتخرّجت في العام 1982 لتنضمّ إلى «الإذاعة اللبنانية» في العام 1983، وتنتقل إلى «صوت لبنان». لم يخبُ يومًا عشقها للإذاعة، تعاقبت على تقديم العديد من البرامج الفنية والطبية، وهي تقدّم «كلينيك» منذ ثلاثة وعشرين عامًا، هو أول برنامج طبي قدّم عبر المرئي والمسموع بحسب منيّر.
نسألها عن تحديد الفقرات وكيفية العمل على الهواء وعن سبب توقف البرنامج وعودته إلى الأثير فتجيب «سبب إيقاف البرنامج هو أن زميلَتَيَّ أنجبتا. وصلنا العديد من الاتصالات ووردتنا رسائل عبر مواقع التواصل تطالب بعودته. وها نحن مجدداً معاً. نحنا مش قاسمين في العمل… نتحاور مع بعضنا البعض، لدينا هامش متحرّك، نحن أصدقاء ونفهم طبيعة عملنا.
كلّ واحدة لها اهتماماتها وتتكامل مع الأخرى. لا غيرة بيننا. كل واحدة حافظت على هويتها الخاصة. وكل واحدة تأخذ مكانها ومكانتها. نتنافس بكلّ رقي لنتكامل في تقديم مادّة إذاعية مميزة ومهمة وشيّقة». مضيفة: «نختلف أحيانًا بالرأي على الهواء ونتقبّل الاختلاف. نتحيّز للنساء في القضايا المطروحة بالطبع، فان لم يتحسّن وضع المرأة سيبقى الوضع العام في تراجع. نفتعل بعض الخلافات لنطرح كلّ وجهات النظر. قيل لنا: «علمتمونا أن نختلف بالرأي من دون الاختلاف على الصعيد الشخصي».
تقول منيّر لـ «السفير» إنّ العمل الإذاعي يعتمد على نقل المعلومات وقوامه التواصل، «أجد أنّ لديّ دورًا تجاه المجتمع. لستُ ضدّ التسلية بل أعتمدها، شرط أن تكون مترافقة مع معلومات مفيدة للمستمعين، لا سيما أنّ الناس محبطة، من هنا أرى أنّ علينا منح الأمل والفرح لمساعدة الناس على الاستمرارية». تعزو منيّر استمراريتها كونها تحبّ التواصل والمشاركة، «أناقش الأفكار وأحاول التطوّر. التواصل مع الناس متعة خالصة. الإذاعة لا تشبع من حيث تقديم المواد الجديدة.
خلال عملي، اكتسبت ثقافة كبيرة ومعلومات واسعة في شتى المجالات». تضحك قائلة إنّ البعض ينظر إليها على أنّها نصف طبيبة كونها اكتسبت خبرة في الصحة والطب على مدى ثلاثة وعشرين عامًا. نسألها أن تصف زميلتيها فتقول: «سلام طيبة ورومنسية ومنشغلة بأولادها، وسيدة تتميّز بسرعة الخاطر والهضامة».
ترفض منيّر، ردًا على سؤال التفكير بلحظة وداعها للمذياع، «في كلّ مرة أشعر بالتعب، أقرّر الابتعاد ولكنّني أعدل عن قراري بعد أيام. العمل الإذاعي «هو جزء أساسي من حياتي وكياني. أحلم بفسحة من الوقت لكتابة قصص الأطفال وسيناريوهات الأفلام».
الراديو أخطر
انضمّت سلام وسيدة إلى «صوت لبنان» في العام 2006، الأولى متخصصة في الأدب العربي، والثانية في الإعلام. تقول سلام إنّ الصدفة دفعتها إلى تقديم طلب العمل، «اختاروني مع سيدة من بين أربعين صبية. قوّموا صوتَينا وانطلقنا في عالم الإذاعة المدرسة التي خرّجت كبار الإعلاميين في لبنان. وما زلنا نتعلّم في رحابها».
سلام، التي تهوى الجانب الفني في البرامج، قدّمت العديد من البرامج منها «نغمات» و «فنانون شباب» و «السجل الذهبي» مع سميرة وسيدة أيضاً. تخبرنا عن هذا البرنامج قائلة: «كرّمنا شخصيات لبنانية فنية وسياسية واقتصادية»، كما قدّمت برنامج «غني يا أحد» الذي تمّ إيقافه خلال الدورة الحالية، وهو عبارة عن تحية إلى شخصية راحلة.
حاليًا تتعاقب سميرة وسيدة وسلام على تقديم «وقّف يا أحد» وهو فترة بث مباشر تتضمّن أخبارا طريفة ومفيدة يتم خلالها التواصل مع المستمعين كل أحد عند الحادية عشرة والنصف.
تفخر سلام بأربعين حلقة قدّمتها في برنامج «بترحلك مشوار» الذي ما زال مستمرًا. «يعنيني هذا البرنامج وأحبّه من كل قلبي. لأنّه برنامج إيجابي وفسحة جميلة لنتعرّف على لبناننا، نزور قرى لبنانية منسية على امتداد لبنان في محاولة للإضاءة على جمالها والمواقع الأثرية والمهمة فيها».
وحول مشاركتها في «عالموجة سوا» تقول سلام: «كان التغيير والتطوير سببًا أساسيًا في إيقاف البرنامج، أحبّنا المستمعون سويًا ونحن سعيدات بهذه التجربة. نوزّع الأدوار في ما بيننا ونحافظ على حضور كلّ منّا. نناكف بعضنا البعض ويبقى الاحترام سيد الموقف. نختلف ونتفق. نتولّى تقديم فقرات مشتركة منها فقرة استشارات للأزواج والبالغين، ولديّ فقرات ثابتة منها «إيتيكيت» و «لغة الجسد»، مضيفة أنّ هناك مفهوما خطأ للإيتيكيت فهو «ليس كيفية استخدام الشوكة والسكين، بل طريقة تواصل مع الآخرين من الجانب الاجتماعي، خصوصًا أن لغة الجسد تكشف الجوانب الاجتماعية المخفية».
ترى سلام أنّ لعبة الاستماع خطيرة، وبالتالي تجد أن الراديو أخطر من التلفزيون من حيث إقناع المستمعين على متابعة ما يقدّم بطريقة ذكية. تحبّ سلام أن تحظى بفرصة لتقديم برنامج اجتماعي ثقافي عبر شاشة التلفزيون يومًا ما، «لن أسعى إلى هذا الأمر، ولكن إذا وجدت الفرصة لِمَ لا؟».
تشعر بالحنين إلى التعليم كونها انطلقت في عالم العمل من خلاله، آملة أن تستطيع التوفيق ما بين التعليم والإعلام يوماً ما. وتصف زميلتيها بالقول: «سميرة إمرأة لا تُهزم. حافظت على استمراريتها وتجدّدها لأكثر من ثلاثين عامًا. تعرف لعبة الهواء. وسيدة سيّدة القصر بمعنى أنّها شخصية قوية على الهواء. لا يمكن لأي مستمع ألا يتابعها لقوّة شخصيتها». تودّع سلام مذياع الإذاعة حين تجد أن لا جديد تقدّمه، «أنسحب عندها بطريقة لائقة».
نعمة الصوت والعقل
العمل في الإذاعة هو أول مهنة في حياة سيدة عرب الحائزة شهادة ماسترز في الإعلام. قدّمت الأخبار والبرامج ولا تزال مستمرة في عملها. تقول إنّ مشاركتها في «عالموجة سوا» بمثابة إطلالة جديدة وجميلة في كلّ يوم يقدّم وهو تجربة استثنائية. «لو لم يكن ناجحًا لما استمررت. نحن نكمّل بعضنا. الـ «أنا» غير موجودة. نجد للأسف أنّه حين تجتمع مذيعتان تنشب الخلافات وتفيض المشاكل، بينما نحن مستمرات ومتفقات». تقدّم سيدة الفقرة القانونية ضمن البرنامج بعنوان «احكيني قانون» وكذلك فقرة «نيو لوك».
تعلن أنها لن تودّع مذياع الإذاعة مهما تقدّمت في السن، «في الدول الحضارية لا تترك المذيعة عملها بسبب العمر بل تزداد خبرة وعطاءً ما دامت نعمة الصوت والعقل موجودة.
وبعيدًا من الإذاعة تطمح إلى نيل شهادة الدكتوراه في الإعلام، «آمل أن أدرّس يومًا في كلية الإعلام. سأعمل على تحقيق هذا الأمل. أحبّ أن أدرّس في الجامعة اللبنانية الوطنية، وأن أنقل خبرتي في المستقبل لطلاب هذه الجامعة، لأنّ الإعلام بحاجة إلى تدريب على الأرض وليس مجرّد نظريات. نُفاجأ ان بعض الطلاب لا يعرفون ماذا يتطلّب العمل الإعلامي».
لا تخفي سيدة رغبتها بتقديم برنامج تلفزيوني اجتماعي جدّي كما تصفه: «لن أقول لا لأي برنامج جدّي في مجال الإعلام والتعليم. لأنني أفكّر دومًا بمستقبل عائلتي ومستقبلي في ظلّ ما تتعرّض له الوسائل الإعلامية». تصف سيدة سميرة بالقول إنّها «كالنمر، سريعة البديهة وتتلقّف أي موقف طارئ بسرعة وهي تتمتّع بثقافة واسعة، وسلام فراشة رقيقة وحسّاسة. ما في قلبها على لسانها».