لا يختلف عاقلان و ذواقان للفن في أن جوليا بطرس فنانة ملتزمة و متشبثة بمبادئ يصعب على فنان آخر ممن يغنون أن يضلوا متمسكين بها رغم كل الإغراءات. و عملها هذا الذي حمل لحن زياد بطرس بمثابة صرخة لعلها تحرك خمس ما في الناس من وجدان، و توزيع ميشال فاضل لا يحتاج اسطرا أو مقالة مني للثناء عليه، فمعزوفاته سبقت اسمه وهذا معتاد من مبدع أنامله ذهبية.
عند سماعك ل ” أنا مين ” تحس بشيء لا تعرف اسمه يتحرك بداخلك، ليس الأمر بجديد، فحتى أعمالها السابقة تحدث نفس الامر، ” أنا بتنفس حرية “، ” عاب مجدك “، ” الحق سلاحي ” و غيرهم من الأعمال التي بلا شك صادقة و عفوية. تريد أن تتأكد ؟ حسنا، كل عمل دخل إلى قلوب الناس و عاش لأكثر من عقد من الزمن بنفس الأصداء أو أقل تقريبا، و عند سماعك لذلك العمل يعجبك و تحبه كأنك سمعته أول مرة فاعلم أن ذلك العمل صادق و ناجح، وليس بعدد المشاهدات و الاستماع في اليوتيوب.
تحف جوليا بطرس الوطنية كنز يجب الحفاظ عليه، فهي التي تعطينا أملا في غد افضل، و عدالة ” مش ملبكي “، جوليا أنت الصوت الصادق في زمن كثرت فيه الاصوات الكاذبة. فقط أتمنى من جوليا أن تصدر مزيدا من الأعمال الوطنية لكن دون ذكر اسم لبنان، لكي تكون تلك الأعمال صالحة لأن تغنى بكل الأماكن في الوطن العربي، فمواضيعها تنطبق على كثير من البلدان العربية. إلى ذلكم الحين لكم مني خالص الاحترام والتقدير.
رشيد امالك.