حتى إذا اطلعنا على الأغنية وكيف تكتب سنجد الأمر فيه نوع من اللاحرفية، مثلا وأنا أحدثكم في أمر معين تلفظتم بعبارة شدت انتباهي فآخذها وأبني عليها أغنية لا تحمل فكرة واحدة أو رسالة معينة، وإن قلنا بأن العديد من الأغاني الضاربة حتى في الزمن الجميل لم تكن تحمل رسالة معينة سوى التغني بالحب والغرام، فإن تلك الأعمال تتسم بعمق الكلمات والمعاني والصور. والأمثلة عديدة في كتابة الأغنيات، لذلك نجد العديد من الأغنيات ” هرطقة ” لأنها لا تحمل شيئا في داخلها. وإن سألتهم عن الأمر أجابوك بأنهم يكتبون بلغة الناس البسطاء، وما يقال في الشارع والبيوت.
لكن، أن يصل الأمر إلى درجة أن يتصل بك كاتب كلمات وليس حتى بشاعر أغنية فيخبرك بأن له قصيدة يريد منك أن تلحنها، وعندما تسأله عن مطلعها يقول لك ” حبك بوقني” فاقرأ على الفن السلام. لست أنا من اتصل به لكنه اتصل بموسيقي آخر.
أما التوزيع، فحدث ولا حرج، لا تعرف هل هي خليجية أم مغربية، يستعملون إيقاعات خليجية خاصة العراقية منها ويقول لك توزيع مغربي وأن الخليجيين هم من أخذوا منا هذه الإيقاعات، نعم يا سادة، هم من أخذوا إيقاعاتهم منا !!!، كما قال أحد الفنانين عبر إحدى البرامج التلفزيونية، وليته صمت ولم ينبس ببنت شفة عوض قول هذا الكلام، أعماله جميلة ومختلفة عن السائد لكن ” جا يكحل ليها عماها “. لا ننسى أمرا آخرا، هو الإعلام، الذي ينشر مثل هذه الأعمال، نحن مع الدفع بالشباب ومساعدتهم لكن إن كانوا يتوفرون على الموهبة والأهم أعمالا في المستوى، وليس ضروريا أن يخلق العمل “buzz” -وهذا إشكال آخر ابتلينا به في هذا الوطن السعيد- ، إذاعة الأغنية الواحدة 30 مرة في اليوم عبر أمواج إذاعة واحدة لا يعني أن الأغنية ناجحة وضاربة، بل يعني أن الإذاعة ” شربت شاي بياسمين ” على طريقة مرجان أحمد مرجان.
أرجوكم، إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، قدموا لنا أعمالا في المستوى وتليق بنا نحن المواطنين في هذا البلد، لدينا ما يكفينا من الهموم، فلا تضيفوا لنا هما آخر، لا تستغلوا الحراك الذي عرفته الساحة المغربية في العقد الأخير بعد فترة جمود، بفضل مجهودات فنانين محترمين، وإن زلت أقدام بعضهم، فلا تنجرفوا خلف التيار، الفنان مبدع، أبدعوا، اخلقوا، ابتكروا، والأهم تذكروا أن ما يقدم اليوم يترك لأبناء الغد، فاتركوا لأبنائكم ثقافة وفكرا، وليس سطحية وابتذالا