Awael News Magazine رئيس التحرير: عادل سميا
مقالات مشابهة
في إحدى برامج اكتشاف المواهب الغنائية بأوربا، كان لافتا للنظر وجود عون قضائي، للتأكد من شفافية التصويت وعملية اختيار الفائزين. طبعا كما ذكرت هذا في أوربا، والأكثر من ذلك في قناة خاصة، والشركة صاحبة المشروع كذلك خاصة، أي غير ملزمين بذلك بتاتا، ولكن قاموا بهذا الأمر من أجل طمأنة المشاركين والجمهور ولأنهم تعودوا على أن يكونو نزيهين وشفافين. في عالمنا العربي آخر ما تفكر فيه إدارة البرنامج عون قضائي، ما يهمها بالدرجة الأولى هو المحتضنين والرعاة، الذين أحيانا يفرضون آرائهم على لجنة التحكيم وربما يغيرون النتيجة لصالح متبار على حساب آخر. وكم من برنامج كنا ننتظر ونرشح فيه أحد المشاركين للفوز في النهائي لامتلاكه صوتا مميزا أو موهبة فذة، لتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.طبعا لا يختلف اثنان على أن هذه البرامج آخر ما تفكر فيه هي هذه المواهب، فهي تعتبرهم أرقاما ستجلب لهم أرقاما أخرى قابلة لتحويلها إلى عملة، فليس لديها سياسة لهم سوى عقودا تعجيزية تدمر هاته المواهب والفائزين إلا من رحم ربك. لا ننسى أيضا أن الذين يصوتون في العالم العربي لا يصوتون على أساس الموهبة، بل على أساس الشكل والوسامة والجمال أو على أساس الجنسية أو العرقية، وهكذا الأمور تمشي على أسس طائفية ومذهبية مثلما نحن معتادين في الوطن العربي، فلا الكويتي يصوت لليبي، ولا المصري يصوت للفلسطيني، ولا السوري يصوت للمغربي وهكذا، والعكس صحيح. طبيعي أن يتراجع مستوى الفن عندما تسيطر على التجارة والأموال، فعوض أن تسخر الأموال لدعم وتطوير الفن، صار الفن يسخر لجلب الأموال، وأصبح الناس يعتقدون بأن هذه البرامج تجلب النجومية والشهرة، لذلك تجد الأغلبية الساحقة من المشاركين هم فقراء وبسطاء، ليكشتفوا بأن تلك النجومية زائفة وتلك الأضواء حارقة.
