- برنامج “لهون وبس” الّذي يطغى عليه الحرفية والتحضير الواضح, فمقدّم البرنامج “هشام حدّاد” يتمتّع بحنكة وذكاء تمكنّه قولبة وتبنّي الحوارات لتظهر عفوية, صادقة والأهمّ سلسلة من خلال خفّة ظلّ هشام وإلمامه بلعبة التلفزيون.
- تفضّل شاشة الأم تي في أن تبتعد عن البرامج الإجتماعية والإنسانية وتستبدلها ببرنامج “ناديا بساط” الجديد “مين بيعرف” الذي يجمع وجوه معروفة من الخلفية عينها تتبارى في ما بينها. هنا لا بد من الإشارة الى تعطش المشاهد لهذا النوع من البرامج رغم أن الفكرة ليست بجديدة إنما التوليفة تحاكي عصرنا هذا. أمّا من جهة أخرى لا بد أن نتوقّف عند بعض الملاحظات البسيطة إن بالنسبة لمقدّمة البرنامج الّتي تتحدّث بسرعة رهيبة في بعض الأحيان وتقوم بلعب دور المحاور الجدّي الّذي يسيطر على برنامجه إنما إلى حدّ إزعاج المشاهد, “معليش لحلحيا شوي… ما هيدا برنامج ألعاب”. هذا فضلاً عن أنّ حماس بعض الضيوف عند الربح يخلق حالة من الهرج والمرج تقلّل من جودة هكذا برنامج.
- إستعادت محطّة المؤسسة اللبنانية للإرسال فترة بعض الظهر وذلك من خلال برنامج ” بتحلى الحياة” وذلك من خلال توليفة جديدة تحاكي النشاطات الثقافية الّتي تحصل في لبنان ناهيك عن فقرات جديدة مستحدثة إن في علم النفس أو الرياضة والصحّة. تظهر مقدّمات هذا البرنامج في إطار محترف يجمع الجمال والرصانة في آنٍ ويغلب على الحلقات الإعداد المتقن وإلمام المحاورات بالمواضيع والتحضير الواضح.
- أمّا بالعودة إلى شاشة ال “MTV” فنجد برنامج “منّا وجرّ” يحتلّ الشاشة إن من خلال الإعلانات الكثيفة له أو من خلال توقيت عرضه. فقامت “MTV” باستبدال برنامج حديث البلد ب”منّا وجرّ” كما فعلت المحطّات الأخرى الّتي أوقفت هذا النوع من البرامج ليلة الخميس لتستبدلها ببرامج تقيّم الأعمال الأخرى وتسجّل هفوات وأخطاء الأسبوع الّذي مضى.
لا شكّ في أنّ البرنامج يستحقّ المتابعة رغم أنّه يبني نجاحه على أخطاء الأخرين ولكن لا بد من الإشارة إلى أنّ بعض الملاحظات تُسجّل, فكان من الأجدر أن يُسمّى البرنامج “وجرّ” وذلك لأن الجوّ العام يتعاطى بشبه غياب للموضوعية الى حدٍّ ما مع برامج المحطّات الباقية فيما يتمّ التبخير ببرامج المحطة الأمّ.
فعلى سبيل الذكر وليس الحصر مسلسل “متل القمر” الّذي طاولته إنتقادات هائلة جعلت منه صندوق شكاوى وأخطاء يمتلىء ويفيض وذلك فقط في بداية الحلاقات الأولى, يمرّ مرور الكرام وكأنه لا يُعرض على الشاشة فيما يتمّ رمي تعليقات في وجه البرامج الأخرى.
لا بدّ من الإشارة إلى أن فقرة “رادار” هي الفقرة الأهمّ والأذكى في البرنامج فهذا الأمر ليس بغريب لأنّ كل من يتابع الشاب “إيلي سليمان” على فايسبوك يُلاحظ أن الأخير يتمتّع بهذا الحسّ المتميّز منذ سنوات, وقد جاء البرنامج ليضع موهبته في الضوء, في حين أن هذه الفقرة تتراوح أهمّيتها بين الأسبوع والآخر نظراً للأحداث الّتي سُجّلت خلال الأيام الماضية.
- أمّا في الختام فلا بد من الإضاءة على نهائي برنامج The Voice Kids الّذي كان الحدث والحديث في اليومين الماضيين خاصةً بعد فوز الفتاة اللبنانية “لين حايك” الّذي أعطى جرعة إضافية من الأكسيجين للبنانيين وذلك بعد فوز اللبناني “مروان يوسف” في استار أكاديمي أيضاً منذ فترة.
استطاع هذا البرنامج أن يبعث رسائل صادقة ومؤثرة دون أن يقع في فخّ استغلال براءة الأطفال والتعاطف معهم لإنجاح النسخة العربية من هذا البرنامج.
ولن يختلف اثنين على أهمية هذه المواهب وبراعتها وخاصةً في هذا العمر ولكن المتعارف عليه عالمياً أنّ الفنّان يُصبح حقيقةً فنّان مع الخبرات, التجارب وكيف يتعايش مع أحداث الحياة, لهذا السبب ليس من الخطأ أن يبقى الأساس عند هذه المواهب دراستها ويكون الفنّ محض هواية حتّى تصل إلى عمر ومرحلة ناضجة تكون إنطلاقتها مثمرة وصحيحة فلا نبالغ إن قلنا أن الأمور لو سارت عكس ذلك فهي ستكون جريمة حقيقة في حق الطفولة وستسرق منهم مراحل النمو والمراهقة وتكوين الشخصية الجد مستقلة.
وهنا نُذكّر أن هذه التعليقات هي من باب التذكير وليس التدبير, وهي لا تذمّ بالأعمال الّتي تُقدّم إنما تضع في مرآتها عين ناقدة لا منتقدة.
ويبقى السؤال هل سيتقبل من طالهم النقد في موضوعنا هذا نقدنا أم … “لح تقوم قيامتهم”؟
مجرّد سؤال