ليس من المألوف أن يسطع نجم في الصباح وليس من الطبيعي أن تكون لبنانيًا دون أن تفهم ما سوف أقوله الآن عن فنّانة أعطت للحب مكانة في قلبها ، لبلدها موطن في غربتها ، لإسمها عنوان لبداية نهار فيه يلمع نجمٌ تخطى كل البدايات و كل النهايات إنها الشحرورة “صباح”.
لم تعرف شهرة الشحرورة حدود ، انتقلت من لبنان الى مصر ومن مصر الى كل الدوّل العربية . الشحرورة غنّت الحب و الوطن و أبدعت في التمثيل .
اسمها جانيت جرجس الفغالي في رصيدها مايزيد عن 3000 أغنية ، 83 فيلم بين مصري ولبناني، و27 مسرحية لبنانية .
عرفت الحب أكثر من مرّة وما أروع أن نعيش بدل قصة حبّ واحدة تسع قصص حبّ؟ وقصص حب الشحرورة لم تقتصر على أزواجها فقط فالشحرورة أحبت الحياة كثيرًا وأحبت وطن حملت بفنها اسمه الى حدود الوطن العربي .
أعطت الشحرورة معنى إضافي لكلمة “صباح” غير بداية النهار وبزوغ الشمس فأصبحت صباح بداية مجد الأغنية العربية و اللبنانية ليكتب التاريخ بخطوطه العريضة ” الشحرورة صباح “
صباح الذي غابت في جسدها منذ عام ما زالت في وجدان كل لبناني وفي ذاكرة كل عربي خالدة بأعمالها وأغنياتها وعشقها للحياة وما زالت رغم مرور عام على رحيلها أسطورة خالدة في ذاكرة الوطن والتاريخ والفنّ اللبناني والعربي.
صباح التي غفت من عام لتسكن السماء ما زالت هي المجد الحقيقي الذي لم ولن يموت وستبقى لأجيال وأجيال أسطورة لبنان
وفي ذكرى رحيل الشحرورة ننشر آخر حديث بالصوت كنا قد أجريناه معها قبل عشرة أيام من رحيلها