جاء خبر الإعلان عن وفاة النجم العالمي، عمر الشريف (83 عاما) بعد إصابته بالزهايمر بأسابيع، بمثابة الصدمة لعشاق النجم الكبير، الذى قدم على مدار 61 عاما العديد من الأفلام المصرية والعالمية، وتنوعت أفلامه مابين الرومانسية والسياسية، وتميزت مواقفه السياسية دائما بالولاء للشعب المصري.
“لورانس العرب” النجم العالمي عمر الشريف، الذى عاصر الملك فاروق، ولم يحب عبد الناصر، وتودد منه السادات، وسطح علاقته بمبارك، ولم يقتنع بمرسى، كانت تطارده السياسة فى الكثير من مراحل حياته، سواء بطريق مباشر او غير مباشر، وكانت بداية مشاكله مع الحياة السياسية فيلم (فتاة هازلة) مع الممثلة اليهودية “بربارة سترايساند”، والذي تدور أحداثه في حي يهودي ببروكلين حول علاقة شاب يهودي بفتاة يهودية، الامر الذى اثار ضجة كبيرة بمصر والوطن العربى حيث أن قبوله للفيلم جاء في فترة عصيبة من الصراع العربي الإسرائيلي أبان الحرب وأثناء التصوير وقعت حرب عام 1967.
طفولته وحياته:
اسمه الحقيقي هو ميشيل ديمتري جورج شلهوب، وولد في 10 أبريل عام 1932 في مدينة الاسكندرية، وكان جده لأمه يهوديا بينما الأب من المسيحيين الكاثوليك المتدينين.
التحق بالمدرسة الفرنسية ولكنه تركها في سن العاشرة بسبب زيادة وزنه وقد أدخلته والدته بعدها المدرسة الإنجليزية وهي تعرف أن طعامها سيئ لكي لا يأكل المزيد.
بسن الـ15 عاما التحق بأشهر مدرسة إنجليزية في مصر أسسها الاحتلال لأبناء الصفوة وهي مدرسة “فيكتوريا كوليدج” وهناك تعرف على الممثلة العالمية صوفيا، والملك الحسين ملك الاردن، والمخرج العالمى يوسف شاهين.
بسبب تشدد والده للمسيحية الكاثولوكية رفض زواج عمر من فتاة تدعى “يان” لأنها كانت مسيحية بروتستانتية.
اكتشفه يوسف شاهين وقدمه بفيلم “صراع فى الوادى” الذى شهد بزوغ قصة الحب لسيدة الشاشة العربية، الذى كانت فى ذلك الوقت متزوجة من صلاح ذو الفقار.
وفور إعلان فاتن حمامة خبر طلاقها، أعلن عمر الشريف إسلامه، وتزوجها فى فبراير 1955.
أفلام ذات طابع سياسي:
عُرف عمر دائما انه يقوم بما يمليه عليه ضميره، وما يجعله سعيدا، ولا يستطيع شخصا ايا كان قوة نفوذه إجباره على فعل شىء لم يرض عنه، يقول دائما فى كل لقاءاته وأحاديثه ان ولائه وحبه للشعب المصرى البسيط، لذلك برغم من قلة افلامه السياسية إلا انه كان دائما يختار القضايا التى تمس الشعب ومصالحه.
ويذكر من هذه الأفلام فيلم “فى بيتنا رجل” الذى يجسد فيه شخصية مناضل مصرى فى فترة ما قبل ثورة 1952، ويقرر الانتقام من رئيس الوزراء الخائن الذى كان مواليا للانجليز.
“المواطن مصرى” عام 1991، الذى رُصد ظلم من يتقلدون المناصب العليا متجسدا فى العمدة عبد الرازق الشرشابي حين يُطلب ابنه الأصغر توفيق للتجنيد ترفض زوجته، ويقترح عليه أحد الأشخاص بإرسال من ينتحل صفة ابنه للتجنيد بدلًا منه.
وكذلك فيلم “حسن ومرقص” مع النجم عادل أمام الذى حمل طابع سياسى فى تناول الفتنة الطائفية بين عنصرى الأمة.
وحتى بعض الأفلام التى بدت للجمهور رومانسية مثل “نهر الحب” كان يضع بها بعد اللمسات السياسية الذى يكرها ويرفض ان تكون فى المجتمع المصرى متجليا فى شخصية طاهر بك، الذى كان قريبا من الملك وحاشيته وكان يرغب فقط فى النفوذ والسلطة..